في استمرار لمسلسل فضيحة التجسس الأمريكية علي الاتصالات في العالم, كشفت وثائق سربها إدوارد سنودين المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي أن الوكالة تجسست علي أكثر من33 مليون اتصال هاتفي للنرويجيين خلال شهر واحد, وذلك في الوقت الذي اعترف فيه إريك هولدروزير العدل الأمريكي بأن هناك حاجة واضحة لاستعادة الثقة مع الأوروبيين بعد التجسس علي قادتهم, بينما تفجرت أزمة سياسية بين جاكرتا وسيدني, حيث تبادل زعيما أندونيسياواستراليا الانتقادات اللاذعة بعد الكشف عن تصنت المخابرات الاسترالية علي مكالمات الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو وزوجته وكبار مسئوليه. وكشفت صحيفة داجبلاديت النرويجية نقلا عن وثائق جديدة سربها سنودين أن النرويج تعتبر سادس بلد شمله برنامج التجسس الذي وضعته الوكالة الأمريكية المكلفة رصد الاتصالات, يكشف عن وجود هذه الممارسات فيه بعد المانيا وفرنسا واسبانيا والبرازيل والهند. وأضافت أنه يبدو أن الوكالة الأمريكية لم تتجسس علي مضمون المكالمات بل علي بياناتها وهي هوية المتصلين ومكان المكالمة ومدتها. وأوضحت أن التجسس شمل نحو2,33 مليون مكالمة بين10 ديسمبر2012 و8 يناير2013 لكن قد يكون برنامج المراقبة موجودا قبل هذه الفترة وبعدها. وعدد المكالمات المراقبة يمثل10% من المكالمات الهاتفية التي اجريت في النرويج خلال شهر, بحسب البيانات الرسمية النرويجية. وعلقت الصحيفة بأن ذلك يجعل من النرويج البلد الذي شهد اكبر كثافة في التجسس بالنظر إلي عدد سكانه. وفي غضون ذلك, أكدت السلطات النرويجية أنها ليست علي علم ببرنامج المراقبة هذا. ومن جهتها, قالت ماريت أندرسون المتحدثة باسم السفارة الأمريكية بأوسلو إنه لا يمكننا التعليق علي حالات بعينها في كل ما يتصل بأنشطة المخابرات. وأضافت أنه سبق أن قلنا أن الولاياتالمتحدة تجمع معلومات مخابراتية مثل كافة الدول الأخري. وفي إطر فضيحة التجسس علي اتصالات الرئيس الإندونيسي, رفضت استرالياوأندونيسيا التراجع في نزاع متنام بين الجارتين اللذين تتسم علاقتهما في أغلب الأحيان بالتوتر. وفي سلسلة من التغريدات علي موقع التواصل الاجتماعيتويتر لمتابعيه البالغ عددهم أربعة ملايين, استنكر يودويونو عدم إبداء استراليا ندما وهدد بالرد. وقال الرئيس الإندونيسي: سنراجع عددا من أجندات التعاون الثنائي نتيجة للعمل الاسترالي المسيء, وأشجب أيضا بيان رئيس وزراء أستراليا الذي قلل من شأن التجسس علي اندونيسيا ولم يبد ندما. وأعرب عن أسفه لأن بيان توني أبوت رئيس الوزراء الاسترالي قلل من شأن موضوع التنصت علي أندونيسيا دون أي إحساس بالندم. وأضاف أن هذه الأعمال الامريكية والاسترالية أضرت بالتأكيد بالشراكة الاستراتيجية مع اندونيسيا كدول ديمقراطية. وتابع قائلا إن أندونيسيا تطالب برد رسمي, رد يمكن أن يفهمه الجمهور. ومن جانبه, لم يظهر ابوت أي ندم, وقال في خطاب أمام البرلمان أنه لا أعتقد أن استراليا يجب أن ينتظر منها أن تعتذر عن عمليات جمع معلومات مخابرات معقولة مثلما لا أتوقع من دول أخري أو حكومات أخري أن تعتذر عن عملياتها لجمع معلومات مخابرات معقولة. وفي وقت سابق, قال للصحفيين إن الدولتين تربطهما علاقات جيدة جدا لكنه أضاف من الواضح أن اليوم قد لا يكون هو الأفضل في هذه العلاقة. وتعهد بعدم اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يضر بالعلاقات مع أندونيسيا والتي هي في مجملها أهم علاقة بالنسبة لنا.