يستعرض الكتاب تفاصيل كثيرة في أزمة الغذاء,من جوانب متعددة,يأتي الفصل الأول بعنوان رأسمالية ضد الفلاح,ثم انحسار الريف المكسيكي,صناعة أزمة الأرز في الفلبين,تدميرالزراعة الأفريقية,الفلاحون والحزب والأزمة الزراعية في الصين,الوقود الزراعي وأزمة الغذاء, وأخيرا المقاومة والطريق نحو المستقبل. وقد قوبل الكتاب بقدر كبير من الاهتمام,ويرجع ذلك إلي انفجار أزمة الغذاء وتفاقمها منذ العام.2006 كان من الصعب قبل هذا علي الرأي العام أن يتقبل اتهام الزراعة الرأسمالية الحديثة بالعبث,أو الحديث عن تطوير الأساليب التقليدية في الزراعة باعتبارها الأكفأ والأقدر, أو القول بأن الزراعة علي مساحات صغيرة من الأرض أعلي انتاجية من المزارع الرأسمالية الضخمة,أو أن البذور المهجنة وراثيا والإفراط في استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية ضار بالإنسان والبيئة,ويدمر كنوز البذور وسلالات النباتات التي تطورت عبر قرون علي أيدي الفلاحين وبجهدهم الدءوب المتناغم مع الطبيعة. بحسب المؤلف,فإن تقارير الأممالمتحدة ومنظمة الأغذيةوالزراعة التابعة لها تؤكد أن العالم لا يعاني من ندرة الغذاء,وأن الأزمة الراهنة, هي أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية,فالعالم ينتج ما يكفي لإطعام ثمانية مليارات إنسان طبقا لإحصاءات المؤلف, وعشرة بلايين إنسان وفقا لإحصاءات الأممالمتحدة, إلا أن الأسعار المرتفعة للغذاء, نتيجة لتحكم الاحتكارات العالمية الكبري في انتاجه وتسويقهتحرم بليونا من البشر أو أكثر من إمكانية الحصول عليه,ويبلغ الأمر ذروة العبث عندما يتكلف نقل المحاصيل من مراكز الانتاج حتي يصل للمستهلك ما يعادل عشرة أمثال الطاقة التي يحصل عليها البشر من استهلاك الغذاء نفسه. ويأتي تزايد الجوعي بشكل مستمر,وتجاوزهم المليار جائع, ليؤكد حقيقة فشل النظام الزراعي والغذائي الراهن الذي تفرضه الشركات الزراعية المتعددة الجنسيات,وتروج له المؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد والبنك الدوليين,ومنظمة الأغذية والزراعة(الفاو), ويخلص المؤلف في نهاية الكتاب إلي أن الزراعة المعتمدة علي صغار المزارعين والفلاحين,علي المستويين المحلي والاقليمي,أصبحت البديل الاقتصادي المستدام الذي يجب علي البشر أن يسعوا من أجله. تأليف: والدن بيللو,ترجمة وتقديم: خالد الفيشاوي- صدر عن المركز القومي للترجمة