كشفت منظمة الصحة العالمية في دراستها مع معهد الرمد في مصر, عن اصابات العمي وضعف البصر حيث بلغت4 ملايين حالة منها مليون أصيبوا بالعمي الكامل, وأن5 محافظات مصرية تتركز فيها نسبة عالية من الاصابات هي: بني سويف والمنيا بنسبة تزيد علي10% من السكان وفي سوهاج والفيوم وكفر الشيخ بنسبة7.5% مما يكشف حجم الكارثة بعد أن تبين أن مصر تحتل الموقع التاسع بين الدول في الاصابات بالعمي ويتوقع تزايد الحالات بحلول عام2020, وأن هناك علاقة وثيقة بين الفقر والجهل وزيادة الاصابة بالعمي. الدكتور مجدي بدران أستاذ المناعة واستشاري الأطفال أكد أن ارتفاع هذه النسبة من العمي وضعف البصر يكون في المناطق الريفية حيث ترتفع نسبة الفقرالشديد وسوء الحالة الصحية, فالاحصاءات في هذه المناطق كشفت عن أن40% من الأطفال حتي الثامنة عشرة يعانون من مرض الأنيميا الذي يمثل أحد الأسباب لضعف البصر, ولنقص فيتامين( د) الذي يتوافر في الغذاء الجيد والمتكامل وكذلك فيتامين( أ) ويؤدي نقصهما إلي الانخفاض في محتوي لبن الرضاعة لدي الأم وبالتالي يتسبب في عمي الأطفال مبكرا أو حتي ضعف بصرهم كما تنخفض المناعة لدي الطفل والأم وتحدث وفيات عالية لهما بسبب النقص في تناول الفيتامينات. فضلا عن عامل التدخين الذي ينتشر حاليا فالدخان يتسبب في تحلل مركز الإبصار خاصة لدي كبار السن الذين تعدوا سن65 74 عاما. مرض السكر وأضاف أن العامل الآخر لاصابات وانتشار العمي وضعف البصر يرجع للإصابة بمرض السكر لأنه مشكلة حقيقية لنحو16.5% من المصريين المصابين فعلا بالمرض, فيحس المريض بعدم القدرة علي الرؤية جزئيا ثم كليا لأن السكر في صورة جلوكوز يرفع ضغط العين واختلال الشبكية فإذا كان المريض مصابا بالضغط العالي فيكون ذلك مؤهلا خطرا للإصابة بالعمي لتحلل خلايا الشبكية في حالة اهمال العلاج السكري خاصة بين شديدي الفقر والطبقة المتوسطة ممن لا تتاح لهم فرص العلاج أو القدرة علي شرائه أو لبعد الوحدات العلاجية والصحية عن مكان اقامتهم. كما أن انتشار الكلاب الضالة بهذه المناطق الريفية يساعد علي انتشار طفيليات مسببة للعمي وهي تنتقل باللمس أو التعامل مع مخلفات الكلاب بأي شكل ويمكن لهذا الطفيل تدمير الجهاز العصبي للعين وفقدان البصر إذا لم يكن هناك علاج في الوقت المناسب. وأضاف أستشاري الأطفال أنه للأسف فإن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بفقد البصر في الأسر الفقيرة أو لعدم النظافة في البيئة التي يعيشون بها, كما أن المستوي الاجتماعي والتعليمي له دور إذ يعتقد بعض الناس في الوصفات البلدية التي تزيد الاصابة بالمرض أو في حالة الاصابة بالحمي والملاريا أو انتشار حالات السمنة لعدم وجود توازن غذائي. 50 ألفا سنويا ويضيف د. هشام كريم استشاري أمراض العيون أنه نتيجة سوء الحالة الاقتصادية بالريف بصفة خاصة فإن نحو50 ألفا يفقدون بصرهم سنويا ربعهم من الأطفال لذلك فإن وزارة الصحة والسكان انضمت إلي المبادرة العالمية( إبصار) لمكافحة العمي والقضاء علي أسبابه والوقاية منه حتي عام2020, فالعمي يعني فقدانا كليا أو جزئيا للبصر وعدم التمييز بين النور والظلام, وأن الأمراض التي تصيب العين لها دور أساسي في فقد البصر بنسبة95% وهي أمراض( الكتاراكت) أو المياه البيضاء الناتجة عن عتمة عدسة العين وهي غالبا ما تصيب كبار السن ثم مرض السكر والاصابة به لمدة كبيرة مما يترتب عليه ضغط بالأوعية الدموية للشبكية او انفجار بها مع نزيف داخلي يمنع الرؤية والسبب الثالث يرجع للجلوكوما أو الماء الأزرق ويرجع لعدم تعريف السائل في تجويف العين, فتزداد الضغوط بداخلها وتحدث تهتكا في العصب البصري, اضافة لعدم تناول الفيتامينات المختلفة. وينصح استشاري امراض العيون بضرورة الكشف الدوري علي البصر وقوته خاصة لمريض السكر الذي يحس بأعراض الاصابة بالعين من تشويش الصورة وعدم رؤية الحلقات والدوائر, فضلا عن الحفاظ علي مستوي ضغط الدم لما له من أثر خطير علي الشبكية والحفاظ علي تناول أغذية غنية بالأحماض الدهنية, مثل الأسماك مرة علي الأقل اسبوعيا والاكثار من الفاكهة الغنية بمضادات الأكسدة التي يمكنها مساعدة الجسم علي مقاومة الاصابة وخفض نسبة الكوليسترول المدمر لخلايا العين وأنه مع الرعاية الصحية سواء بالأدوية او الغذاء يمكن علاج نحو80% من حالات ضعف وفقدان البصر. اضافة لتجنب التأثيرات النفسية والتوتر العصبي والمشكلات الاجتماعية. وأشار استشاري أمراض العيون الي أن ارتفاع الاصابة بالعمي وضعف البصر بين الأطفال يرجع في حالات كثيرة الي اصاباتهم بالحول وارتفاع ضغط الاكسجين لأطفال الحضانات المبتسرين والذي يسهم في فقد75% لبصرهم او ضعفه لتأثر شبكية العين وهذا يتطلب وجود طبيب امراض عيون في متابعة الطفل بالحضانة والحرص علي النظافة التامة بين الأطفال بصفة عامة لتجنب الاصابات الموسمية مثل الرمد الحبيبي والربيعي. برنامج متكامل وأكد د. هشام كريم أن وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية اعطت برنامجا متكاملا هذا العام تحت شعار:( أحرص علي فحص عينيك) ضمن اليوم العالمي للابصار الذي يوافق14 اكتوبر من كل عام بفتح الفرص في30 مستشفي متخصصا علي مستوي الجمهورية للكشف علي المرضي واكتشاف الاصابات مبكرا من خلال المدارس والتجمعات والتركيز علي كبار السن لأنهم أكثر عرضة لضعف وفقد البصر, ومقاومة مخالفات بيع العدسات اللاصقة مجهولة المصدر التي تساعد علي مزيد من الاصابات وتباع باسعار رخيصة بالسوبر ماركت او مراكز التجميل حتي الصيدليات والتأكيد علي أن المراكز الطبية المتخصصة هي المسئولة الوحيدة عن ضمان هذه العدسات ونظارات الشارع. نسبة الرؤية ويؤكد الدكتور خالد عامر مدير ادارة طب العيون بوزارة الصحة أن نسبة الإصابة في مصر بفقد البصر بين المصريين يجب ألا تخفيف الناس اذ أن تعريف الأممالمتحدة يقصد بأن نسبة الرؤية اذا كانت أقل من3 علي60 تعتبر صاحبها معاقا بصريا, فالمواطن مطالب بفحص عين ابنه لدي طبيب عيون منذ ميلاده وقبل دخول المدرسة وفي المراحل التالية في الدراسة لأن الطفل يكتشف ضعف نظره رغم أنه لا يشكو من ضعف بصره كثيرا عندما لايري ما هو مكتوب علي السبورة, فاكتشاف المرض مبكرا يساعد علي علاجه بدرجة كاملة ودون مشكلات او مضاعفات, فاذا لم ينتبه المواطن لهذه المشكلات وصل لمراحل يستحيل معها العلاج. وقال: إن طبيب المدرسة عليه دور اساسي أيضا لأنه يجب أن يتابع حالة نظر الطفل فاذا شك في اصابته يحيله للمستشفي المتخصص او التأمين الصحي لعرضه علي طبيب العيون فينقذ مستقبل الطفل في أعز ما يملك وهو البصر حتي لا يكون معاقا وعبئا علي الاقتصاد والأسرة.