منذ أسابيع تتحدث وتتابع الصحف المعركة التي تدور بين الرقابة علي المنصفات الفنية وموقفها المحترم والأخلاقي وبين مخرج فيلم' أسرار عائلية' وتم إحاله الأمر الي الشئون القانونية, بعد أن طلبت الرقابة حذف وتعديل13 مشهد لانها تحمل كل مواصفات الخروج الكامل عن الآداب والأخلاق, و حسب ما أكد لنا احد المسئولين في الرقابة إنها مشاهد ليس لها مثيل في الخروج الاخلاقي عبر كل تاريخ السينما المصرية بما تحمله من الفاظ وسباب وايحاءات ومشاهد مقززة. استغرب موقف المخرج والمؤلف هاني فوزي الذي يناضل من أجل فيلم قيل وتردد انه يناقش موضوع الشذوذ, وكأن الموضوعات والقضايا والإبداع انتهي, وذهب المخرج إلي مناطق في تقديرنا الأول لا معني لها في هذا الظرف والتوقيت. موقف الرقابة الصارم, والذي ينحاز دائما لحماية المجتمع لابد أن يكون قويا وحاسما, وعلينا جميعا مساندة الرقابة في هذا الوقت, لأن هناك أفلاما وسيناريوهات كثيرة منفلتة أخلاقيا تطلب الترخيص الرقابي, فليس كل ما يكتب يكون مكانه العرض الجماهيري, ومن الأصل لابد أن ترفض الرقابة السيناريوهات التي تشوه المصريين, وأنا لا أطالب بفرض وصاية علي الابداع, ولكن أطالب بفرض وصاية علي من يتناول مواضيع غير أخلاقية. مخرج الفيلم المحال للشئون القانونية, يؤكد أن لديه حجة وإصرار لأنه يري أن ما كتبه عن قضية الشذوذ أنه ابداع لا مثيل له ونسأ ان الوطن مليئ بالقضايا والحكايات الجاذبة للجمهور بشكل يليق باسمه وتاريخه. قبل أن نشاهد الفيلم يجب ان نحيي موقف الرقابة ورئيسها الدكتور احمد عواض علي موقفه في الانحياز للوطن والناس, الذي اكد أنه علي استعداد لعمل مناظرة مع المخرج في ميدان التحرير, وإنه يتحدي ان يقوم المخرج بقراءة مشاهد واحد من التي طلبنا حذفها علي الملايين من الشعب, وانإ يتحدي أي وسيلة اعلام تنشر هذه المشاهد.