يوافق بعد غد ذكري ميلاد النجم السينمائي أحمد زكي, الذي ولد في18 فبراير1946 في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ورحل في27 مارس2005,بعد أن عاش حياته محبا ومخلصا لفنه لتقديم أعمال لها قيمتها الأخلاقية والوطنية. لهذا ستظل ذكراه حاضرة بيننا عبر مشوار قدم خلاله العديد من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية والعربية, ولعب أدوار كل فئات الشعب تقريبا, البواب, والوزير, والضابط, والجندي,والرئيس, ونجح بقدرة فائقة في أن يحصد أكثر من50 جائزة محلية ودولية. نجح أحمد زكي عبر مشواره في أن يكون مدرسة متفردة في فن الأداء التمثيلي والتشخيص, ولقب بأنه رئيس جمهورية التمثيل, وجوهرة السينما السمراء, والعبقري, والمندمج, لقدرته في الانغماس التام في الشخصية التي يلعبها, كما أنه يعد أحد الفنانين القلائل الذين وازن بين النوعية التجارية والفنية. وبحسب قوله في أحد الأحاديث التي أجريتها معه أنه كان يقصد ذلك ولم يكن صدفة بل حقيقة وهدفا يعمل علي إنجازه, مضيفا:' أنا عندما أوافق علي فيلم أدرك تماما قيمته, فعندما قدمت' الراعي والنساء' كنت أعرف أنه لا يحقق نفس النجاح الجماهيري الذي يحققة' كابوريا'أو'الأمبراطور'. وعندما قدمت' زوجة رجل مهم' و' البريء' كنت أدرك أنهما لا يحققان نفس النجاح الجماهيري لأفلام مثل' شادر السمك' و' البيه البواب', أحيانا أشعر بأن هذا العمل أو غيره سيعجب الناس, ولهذا كنت أحرص أن يكون العمل الذي يليه لابد أن' يعجب' الفنان الموجود داخلي, ولقد سعدت بكل أعمالي التي حققت النجاح الجماهيري والأفلام التي أسعدتني كفنان,فهناك نوعية من الأفلام صنعت لي تاريخا وأخري صنعت نجوميتي. انحاز أحمد زكي في معظم أفلامه إلي الإنسان وهمومه وقضايا الكبيرة والصغيرة, ومن يرصد مضامين أعماله ستجد أنها كانت صرخات ضد الفساد والظلم والاستبداد, فمن يشاهد' البريء, الهروب, زوجة رجل مهم, ضد الحكومة, أو معالي الوزير' يجد أن أحمد زكي كان دون مزايدة أو صريخ أو هتاف هو عن جد لسان الناس. لم يكن أحمد زكي في يوم قريبا من سلطة أو نظام, ولم يسع أبدا إلي التقرب من أحد, بل كان كل هدفه أن يقدم فنا للأجيال, يعيش ويحمل اسمه الكبير. حالة الحب التي كانت تغلف شخصية أحمد زكي الإنسان سببها أنه فنان عاش لفنه وللناس, ولم يتقرب من سلطة أو سلطان, ولهذا برع وانتصر وستظل أعماله في وجدان الشعوب العربية.واليوم يستحق منا أن نتذكره وندعو له بالرحمة والمغفرة.