في مواجهة حادة مع الكونجرس, حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الكونجرس من الوقوع في خطأ فرض عقوبات جديدة علي ايران في الوقت الحالي. وشدد خلال جلسة استماع أمام لجنة المصارف بمجلس الشيوخ الأمريكي علي ضرورة منح فرصة للجهود المبذولة من أجل التوصل إلي اتفاق. وخلال جلسة مغلقة, أحاط الوزير الأمريكي اللجنة التي تنظر في حزمة عقوبات جديدة ضد طهران بتفاصيل ما جري في المفاوضات الأخيرة مع إيران في جنيف. ويحاول كيري الحصول علي مهلة جديدة من الكونجرس قبل إقرار المزيد من العقوبات, لحين انعقاد الجولة الجديدة من المباحثات السداسية مع طهران المقررة في20 من نوفمبر الجاري. ويواجه البيت الأبيض إصرارا من جانب قادة الكونجرس, من الحزبين الديمقراطي والجمهوري, علي تصعيد الضغط علي الاقتصاد الإيراني. وألمحت وكالة الأنباء الفرنسية إلي أن موقف بعض رموز الكونجرس يستجيب للرفض الإسرائيلي القاطع للاتفاق المزمع. ووسط مخاوف من استقبال عدائي لكيري بالكونجرس, أوضحت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية أن ما تطلبه الإدارة حاليا هو مجرد توقف مؤقت للعقوبات, و ليس إلغاءها. وأضافت أن كيري سيدعو إلي اتباع منهج متمهل إزاء ايران, في مسعي إلي ضمان سير الاستراتيجية التفاوضية الأمريكية والاستراتيجية التشريعية يدا بيد. وقالت: عند هذه النقطة في المفاوضات, فإن التصويت لن يكون لصالح أو ضد العقوبات, بل إنه سيتم اعتباره تصويتا لصالح أو ضد الدبلوماسية. وأوضح مستشار في لجنة المصارف بمجلس الشيوخ أن رئيسها السيناتور الديمقراطي تيم جونسون لن يقرر أي عقوبات اضافية قبل التمكن من مناقشة ذلك مع زملائه في الكونجرس وبعد الاستماع إلي كيري. من جانبه, طالب السيناتور الجمهوري مايك كرابو عضو لجنة المصارف بالتقدم سريعا في إقرار العقوبات. وقبيل بدء الجلسة, رفض السيناتور بوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ فكرة تخفيف العقوبات عن إيران, وأكد أن فرض عقوبات جديدة سيكون بمثابة بوليصة تأمين ضرورية تكفل تفاوض طهران بحسن نية. وأضاف أن الإجراءات تأخذ ما بين ستة و12 شهرا لتطبيق العقوبات الجديدة, وهي مدة كافية للولايات المتحدة والغرب للتوصل إلي اتفاق مع إيران. كما أحدث تحذير البيت الأبيض من اختيار مسار الحرب مع ايران ردود فعل واسعة داخل الكونجرس, وفيما اعتبرها البعض تصريحات خاطئة, أكد السيناتور الجمهوري مارك كيرك( أحد محرري مسودة العقوبات ضد طهران) أنه لا يجب إجبار الشعب الأمريكي علي الاختيار بين الخيار العسكري, واتفاق سيئ يقبل ب إيران نووية. من جهة أخري, كشف البيت الأبيض عن اتصال هاتفي جري بين الرئيس أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, حيث أكد الجانبان دعمهما للمقترح الموحد من جانب الدول الست الكبري إزاء الأزمة النووية الإيرانية, وكذلك توقعاتهما حول الجولة المقبلة من المحادثات.