الحديث عن محاربة المقصرين لا يعني فقط الفاسد منهم ولكنه يشمل المتقاعسين والمهملين وغير المنجزين لعملهم أيضا, إذ إن البيروقراطية والإهمال من مظاهر الفساد بل وأكثر تأثيرا.. إذن فمحاسبة المقصرين تعني بشكل آخر محاربة الفساد وبوابة لاجتثاثه سواء إداريا أو ماليا في جميع الأجهزة علي مستوي الدولة وهو مايؤدي الي ضبط منظومة العمل ويعيد الأمور الي نصابها الصحيح. وهذا مايجب أن يتبعه جميع المسئولين في الدولة الذين يجب أن يتخلوا عن الجلوس في مكاتبهم بعض الوقت والانطلاق الي متابعة العمل علي الطبيعة من خلال الزيارات الميدانية المعلنة وأيضا المفاجئة لمتابعة سير العمل واستعراض الخدمات التي تقدم للمواطنين ومناقشة أبرز مشاكلهم وسبل حلها ورصد أهم صعوبات العمل والوقوف علي حقيقة الوضع علي الطبيعة, وبالتالي اتخاذ القرار المناسب بناء علي ماشاهدوه بأعينهم وماسمعوه بأذنهم وليس بناء علي التقارير التي تقدم لهم فقط علي أن يتخلي المسئول خلال عمله بصفة عامة وجولاته الميدانية بصفة خاصة عن الأيدي المرتعشة التي أصبحت سمة من سمات الحكومة الحالية. الأيدي المرتعشة لا تصلح للقيادة واتخاذ القرار والقدرة علي إحداث التغيير الذي بات الرغبة الملحة لجماهير الشعب بعد ثورتين نبتتا من صميم الاحساس بالظلم والفساد وتدني المستوي المعيشي وهو مافرض الرغبة العارمة في إحداث التغيير الشامل الذي نحن في أمس الحاجة إليه تلك الأيام التي نتأرجح فيها صعودا وهبوطا بفعل الأمواج العاتية التي تواجهها سفينة الوطن.. لذا فالأمر يحتاج الي رجال بمعني الكلمة. أخيرا.. اذا كان التغيير من أجل تحقيق القدرة علي الصمود والنضال والانتصار هو مادفع العمال للهتاف خلال لقائهم مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في حلوان( غير.. غير.. ياجمال) فالجماهير إزاءالضعف الحكومي وعدم القدرة علي إحداث التغيير المنشود وتلبية الطموحات تريد أن تهتف لرئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي الذي شاركنا الرأي في عدم رضائه عن أداء بعض وزرائه( احزم ياحازم ياببلاوي) لمزيد من مقالات هشام زكي