ما أن نشطت جماعات العنف في سيناء وشرعت في تنفيذ عملياتها فور عزل الرئيس السابق محمد مرسي, حتي سال لعاب بعض نظيراتها الأكبر التابعة لتنظيم' القاعدة' بشكل مباشر وليس من خلال الانتماء وتبني التوجهات العامة فقط. وكان متوقعا أن يحاول فرع' القاعدة' في العراق إيجاد موقع قدم له في مصر من خلال بعض جماعات العنف في سيناء, امتدادا لاتجاهه إلي التمدد في المنطقة بدءا من سوريا. فقد استغل هذا التنظيم المسمي' دولة العراق الإسلامية' احتدام الصراع في سوريا وتحوله إلي ما يشبه حربا أهلية وتنامي دور جماعات سلفية جهادية مسلحة, وسعي إلي السيطرة علي أبرز الجماعات التابعة للقيادة العامة لتنظيم' القاعدة' وزعيمه أيمن الظواهري, وخاصة جبهة النصرة أكبر هذه الجماعات. ولم تستطع قيادة هذه الجبهة أن تضع حدا لطموح أبو بكر البغدادي زعيم' دولة العراق الإسلامية', الذي فاجأها بضمها إلي تنظيمه الذي غير اسمه لهذا الغرض وأطلق عليه' دولة العراق والشام الإسلامية' في ابريل الماضي. وتكشف تسجيلات المكالمات الهاتفية المسربة رسميا للاعلام والتي أجراها عادل حبارة أحد قادة جماعة سلفية جهادية موطنها الشرقية وتعمل في سيناء أن البغدادي كان يبحث عن مدخل لضم بعض جماعات العنف المصرية إلي تنظيمه, قبل أن يفاجئه الظواهري بإعلانه رفض ضم جبهة النصرة إلي تنظيم' دولة العراق الإسلامية' في الفيديو الذي تم بثه يوم الجمعة الماضي.ففي إحدي المكالمات الهاتفية المسجلة بين حبارة وشخص يدعي عمرو, حثه هذا الشخص علي اعلان انضمام جماعته إلي تنظيم' دولة العراق الإسلامية' وتقدبم البيعة لزعيمه( البغدادي) عبر تسجيل فيديو وبثه, مع وعد بأن كل ما ستحتاج إليه هذه الجماعة سيصلها. غير أن إعلان الظواهري المفاجئ استقلال جبهة النصرة بتمثيل' القاعدة' في الشام بمنأي عن تنظيم' دولة العراق الإسلامية' يمكن أن يربك حسابات البغدادي في سعيه إلي تحويل تنظيمه العراقي إلي مركز إقليمي علي نحو يدعم نفوذه داخل' القاعدة' رغم رفضه هذا القرار. ولذلك ستحمل الأسابيع القادمة مؤشرات بالغة الأهمية حول ما يبدو أنه صراع قوي في تنظيم' القاعدة' بين الظواهري والبغدادي, وبشأن تأثير هذا الصراع علي الجماعات المصرية ذات الصلة بهذا التنظيم. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد