بالمصادفة البحتة أدرت التليفزيون في مساء الأحد الماضي(11/10) فشهدت حوارا بإحدي القنوات تديره المذيعة ريهام السهلي, وكان طرفاه شاب في مقتبل العشرينات. أعتقد أن اسمه إسماعيل محمد, و د.بكر زكي عوض,عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر, والذي اشتهر بوسطيته و اعتداله, ودعوته إلي إصلاح أنشطة الدعوة الإسلامية. وقد ظهر أن الشاب يمثل مجموعة من الشباب الذين يبدو أنهم تجرأوا علي إعلان أنهم' ملحدون'! بل وطلبوا أن يستمع إلي آرائهم في الدستور, وبالطبع لم يستجب لهم. وكان واضحا أن لإسماعيل صديقا تحدث من خلال التليفون مشاركا له في ذلك المطلب علي أساس أن هناك' ملايين' من الملحدين في مصر! وهو ما اعترضت عليه ريهام بشدة!وسرعان ما أدركت أن الحوار يدور حول موضوع بالغ الحساسية في المجتمع المصري, ومن غير المألوف أن يناقش علنا, فضلا عن مناقشته في قناة تليفزيونية هامة. ولكن ماجاء في الحلقة يلقي ضوءا كاشفا علي حقيقة وحدود حرية الرأي والتعبير لدي بعض من يعتبرون من' النخبة' في مجتمعنا, خاصة عندما يتعلق الأمر بالعقائد الدينية! فالسيدة ريهام, التي تشكر علي جرأتها في طرح هذا الموضوع أصلا, كان واضحا أنها تشعر بالانزعاج الشديد من موقف الشاب المتمرد. غير أن انزعاج ريهام بدا هينا للغاية أمام ما ذكره المستشار عبد الله فتحي, وكيل أول نادي القضاة, والذي قال كلاما لايمت بصلة لحرية الفكر أو العقيدة. فلقد اعترض علي وجود مثل ذلك الشاب في الحلقة! وقال إن مثل هؤلاء الناس تناقش أفكارهم فقط ولا يناقشون بأشخاصهم! وأن حرية العقيدة التي وردت في الدستور معناها فقط الحرية في إطار الأديان السماوية الثلاثة. غير أن المفاجأة الطيبة جاءت في مداخلة الشيخ إبراهيم رضا, العالم الأزهري الجليل, الذي كان أكثر رفقا بالشاب, وقال إن امثاله يجب مجادلتهم بالتي هي أحسن كما يرشدنا القرآن الكريم. ولكن د. أبو بكر شاء-في نهاية الحلقة- أن يعرفنا بحقيقة الملحدين فقال إنه لا مانع عندهم من أن يتزوج الشخص أخته أو ابنته أو أمه( هكذا!) ولم أفهم بالضبط عن أي ملحدين يتحدث د. بكر؟ وفي أي بلد يعيشون و يمارسون تلك العادات, علما بأن عدد الملحدين وغير المؤمنين بالرسالات السماوية في العالم, يزيد-للأسف- عن عدد المؤمنين. ارجوكم رفقا بنا, وبالشباب,وبالإسلام. لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب