تمر العلاقات المصرية الأمريكية بمرحلة من التوتر منذ ثورة03 يونيو الماضي, بسبب التباين في المواقف الأمريكية, واعتراض مصر علي هذه المواقف. وفي محاولة لفهم طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية كان هذا الحوار مع السفير المصري في الولاياتالمتحدةالأمريكية محمد توفيق, حيث كشف عن أن العلاقات الآن تتختلف عن المرحلة السابقة, ونأمل أن تعود إلي ما كانت عليه. وهذا في الحوار. هناك حملات اعلامية ضخمة ضد مصر وخاصة في امريكا لتشويه حقيقة الاوضاع الداخلية بعد ثورة30 يونيو.. ما الذي تم اعداده لمواجهة تلك الحملات؟ لا شك أن العمل الاعلامي المنظم لمواجهة ذلك مطلوب بشدة, ورغم ان هذا العمل تقوم به الحكومة المصرية والسفارة المصرية بواشنطن والاجهزة المعنية في مصر, فإن مواجهة الاعلام تتطلب وجود فنيين واستشاريين وشركات متخصصة امريكية وهذا ما تم بالفعل حيث تم التعاقد مع احدي الشركات المتخصصة الامريكية في هذا المجال منذ ايام, وبدات بالفعل تلك الشركة تنشط وخلال المرحلة القريبة القادمة سوف يتضح تاثير هذا التحرك الجديد لمواجهة الاعلام المضاد وغير الحقيقي عن الاوضاع في مصر, وقد تم توفير التمويل اللازم لتلك الخطوة الهامة دون تحميل الموازنة العامة للدولة بأعباء اضافية. يقال ان العلاقات المصرية الامريكية لن تعود الي طبيعتها.. ماهي حقيقة ذلك؟ في المرحلة الحالية العلاقات لا يجب ان تسير بشكلها المعتاد وهذا علي امل ان تعود الي شكلها المعتاد في المستقبل القريب وهذا ما فهمته من الحوارات مع المسئولين في الادارة الامريكية. وماهي اهمية العلاقات المصرية الامريكية؟ الولاياتالمتحدة هي القوة العظمي في العالم, ومصر هي القوة العظمي اقليميا وبالتالي لتحقيق الاستقرار في الاقليم لابد ان يكون هناك قدر من التوافق بين المواقف المصرية والامريكية, فهذا بصفة عامة حقيقة من حقائق التاريخ والجغرفيا ولن تتغير, والقضيه هي كيفية ادارة تلك العلاقات بشكل يحافظ علي مصالح البلدين, بمعني البحث عن الجوانب المشتركة والمصالح المشتركة وتعظيمها وهذا ما تقوم بها السفارة المصرية في واشنطن. ولقد لوحظ انه في الاسبوع الماضي كانت هناك زيارة وزير الخارجية لمصر وحققت نجاحا كبيرا وترتب عليها مواقف ايجابية كثيرة, وفي نفس الوقت كان زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي الدكتور زياد بهاء الدين الي امريكا ولكن تردد ان زيارة جون كيري لمصر لم يكن معد لها وجاءت قبل محاكمة المعزول بيوم واحد.. فهل كان معدا لتلك الزيارة من قبل؟ لا يوجد علاقة بين زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكي لمصر ومحاكمة المعزول, وتلك الزيارة لمصر جاءت ضمن زيارة معدة مسبقا لعدة دول بالمنطقة وبعض الدول في اوروبا, تردد ان هناك تحولات امريكية جيدة في العلاقات مع مصر وتتعلق باحترامها لارادة الشعب المصري.. فهل هناك ملامح لتلك التحولات؟ كان الرئيس عدلي منصور قد طرح فكرة لاجراء حوار شامل مع الجانب الامريكيي خاصة أنه في الفترة الاخيرة اعلن الجانب الامريكي والجانب المصري ان هناك عملية مراجعة للعلاقات من الجانبين والهدف من تلك المراجعة لم يكن يقصد به تخفيض مستوي العلاقات او درجة التقارب وانما البحث عن نقاط الاتفاق والتلاقي وتعظيم ذلك, وبالتالي الهدف هو البناء وليس تقليص العلاقات, وفي هذا السياق الامريكان يراجعون من جانبهم, ونحن نراجع من جانبنا, وفي غضون ذلك طرح الرئيس المصري علي الرئيس الامريكي ان يكون هناك حوار شامل ما بين الطرفين يتم خلاله تحديد الجوانب المختلفة للعلاقات والبحث سويا عن كيفية دعم العلاقات وتعظيم الفائدة المشتركة وهي اهم شيء خاصة في الجانب المادي نظرا لان كل جانب يعمل علي تحقيق مصالحه. وخلال زيارة وزيرة الخارجية الامريكي جون كيري للقاهرة الاخيرة تم اعلان موافقة الرئيس الامريكي اوباما علي تلك الفكرة, وخلال الاسبوع القادم سيتم البدء لاعداد هذا الحوار لمناقشة اوجه العلاقات المختلفة ومن بينها الشق الاقتصادي, والتجاري لزيادة الصادرات المصرية لامريكا, وهناك حرص لزيادة الصادرات المصرية بصفة عامة, كيف تنظر امريكا لما حدث من ثورة في30 يونيو الماضي في الوقت الحالي؟ الحقيقة ان الحكومة الامريكية لم توصف ما حدث في مصر, لكن ما قالته هو انه اتضح لديها بشكل واضح ان هناك حالة من عدم الرضا عن النظام السابق وهناك ودعم شعبي للمسار الحالي, والمطلوب هو استكمال هذا المسار من استكمال الدستور وانتخابات مجلس الشعب والرئاسة, والعودة الي المسار الديمقراطي الطبيعي كما اعلنته الحكومة المصرية وكما ايده الشعب المصري. وماهو الدور الذي تقوم به السفارة المصرية في واشنطن لتوصيل الصورة الحقيقية لما حدث ويحدث في مصر ؟ مستوي الحوار مع امريكا له عدة مستويات الاول مع الحكومة الامريكية وقد حدث تطور ايجابي ملحوظ في موقفهم تجاه ما يحدث في مصر, وثانيا الموقف الرسمي الامريكي وهناك اتصال مع الكونجرس وهو مؤثر جدا في عملية اتخاذ القرار وفي الفترة الاخيرة صدرت عدة تصريحات ايجابية من عدد ليس بالقليل من اعضاء وقيادات الكونجرس الامريكي حول الاوضاع في مصر, وهذا يعد تحولا ايجابيا ملحوظا ايضا. ثالثا مستوي مراكز الابحاث وهو هام جدا في امريكا لان هناك عددا كبيرا منها وكلها تشارك في منظومة صنع القرار وهناك تكثيف كبير من جانب السفارة المصرية مع تلك المراكز بشكل مباشر, ومن خلال الوفود الرسمية, والوفود الشعبية لشرح حقيقة الاوضاع في مصر ومدي تقدمها علي طريق الديمقراطية وخطوات تنفيذ خريطة الطريق, فيما يعكس واقعية الاوضاع في مصر وتاثير ذلك يظهر بشكل متدرج حيث يرتفع ادراك الامريكيين بحقيقة الاوضاع في مصر. ما رايك في الخطاب الامريكي والتدخل في الشان المصري ؟ الخطاب الامريكي يحمل شقين الاول يتعلق بالسياسة الداخلية الامريكية حيث يوجد قانون امريكي يحتم اتخاذ اجراءات معينه فيما يتعلق بالمساعدات الامريكية يخصهم ولا يجب ان نتدخل فيه لانه لا يخصنا, لكنهم يأخذونه في الاعتبار. اما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع مصر الحوار الامريكي تجاه مصر وتجاه تطور الاوضاع الداخلية في مصر فهو مبني علي مبدأ تم الاعلان عنه كثيرا ويتلخص في رغبة الادارة الامريكية في نجاح التجربة الديمقراطية في مصر, وهذا في حد ذاته متفق عليه وهو مطلب مصري بالاصل ولمصلحتنا, ولذلك يتم كتابة دستور جيد ويعقبه الانتخابات الحرة والنزيهة, وكل ذلك مصالح مصرية, وكون امريكا تشجع ذلك وتؤيده فهذا لا غبار عليه. ماهي حقيقة المشاكل الامريكية الداخلية.. وهل فعلا يمكن ان يعلن افلاسها قريبا ؟ امريكا صعب أن تفلس.. لكن هناك في الفترة الاخيرة خلافات داخلية بين الحزبيين الجمهوري والديمقراطي والخلافات تتعلق بالاولويات اللازمة, وهذه الخلافات وصلت الي عدم القدرة علي الاتفاق علي اي موازنة ومن ناحية اخري الولاياتالمتحدة لديها عجز في الموازنة ويتم تمويله من خلال الاستدانة, وايضا يتطلب هذا ان يصرح الكونجرس للادارة ان تستمر في الاستدانه في حدود معينة. وبسبب الخلافات الداخلية كان هناك ازمة في اعطاء هذا التصريح, والاتفاق الذي تم هو اعطاء هذا المد للموازنة السابقة لمدة3 اشهر ومد فترة التصريح للخزانة الامريكية لاستكمال اصدار السندات والاستدانه باشكالها المختلفة, وبالتالي هناك3 شهور سيكون الوضع في امريكا خلال مستتبا فيما يتعلق بالموازنه,