رغم مرور 7 أشهر علي الصرخة التي اطلقتها الأهرام في شهر مايو الماضي للتحذير من أعمال الهدم والتجريف التي تتعرض لها منطقة بين الجبلين جنوبالاقصر مازال الوضع كما هو لم يتغير منه شيء فمازالت المنطقة تتعرض لاعمال تدمير لمقابرها وتلالها وأسوارها التاريخية ونهب وسرقة لآثارها التي يرجع تاريخها إلي العصور الفرعونية الأولي. وكشف عدد من الاثريين العاملين في المنطقة أنها تتعرض لاعتداءات علي معالمها الأثرية في وضح النهار وباستخدام معدات وحفارات ثقيلة تسبب دخولها إلي المنطقة في انهيار عدد من مقابرها الأثرية المبنية بالطوب اللبن, ودمار كبير لمعالمها التاريخية دون أن تتحرك الشرطة أو الوزارة لوقف تلك الاعتداءات برغم قيام مسئولي الآثار في المنطقة بتحرير مخالفات ومحاضر بأسماء من يقومون بأعمال الهدم والتدمير والسرقة لآثار بين الجبلين,. وأشار الأثريون في مدينة إسنا ومنطقة بين الجبلين إلي تقدمهم باستغاثات للمسئولين في وزارة الدولة لشئون الآثار لإنقاذ آثار المنطقة مما تتعرض له من نهب وتدمير لكن بلا اي استجابة من قبل المسئولين الامر الذي تسبب في استمرار التعديات علي آثار المنطقة- التي تحوي مقابر من عصر الاضطراب الأول علي الجبل الغربي من أهمها مقبرة إتي ITI المحفوظة حاليا بجناح المتحف المصري في تورين بإيطاليا, بجانب عثور البعثة الإيطالية حديثا علي سور ضخم ربما كان يحمي القرية القديمة بالمنطقة- منذ العاشر من شهر أكتوبر الماضي دون أي تحرك أمني لوقفها. وأثبتت المحاضر التي حررها المسئولون بمنطقة آثار إسنا وبين الجبلين وسلمت لوحدة شرطة السياحة والآثار في مدينة إسنا والمذكرة التي تقدموا بها للمسئولين بمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا ووزارة الدولة لشئون الآثار أن المتعدين يستخدمون حفارات ضخمة في أعمال التعدي مما أدي إلي إتلاف الآثار الظاهرة بالمنطقة من مقابر وأسوار ومدافن سبق اكتشافها بمعرفة بعثة أثرية ايطالية كانت تعمل بالمنطقة بجانب إزالة وتدمير للطبقات والشواهد الأثرية التي تحدد هوية المنطقة وتاريخها الأثري. وذلك بهدف الاستيلاء علي أراضي المنطقة وسرقة مابها من آثار. حيث يتعرض التل الأثري بالمنطقة للتجريف بهدف الزراعة والبناء فوق مايضمه التل من معالم أثرية وهدم وتدمير للمقابر والدفنات المبنية بالطوب اللبن والاستيلاء علي ما بها من آثار. دون أي تحرك شرطي لوقف تلك الاعتداءات المستمرة حتي اليوم. ومن جانبهم اكد مصدر أمني أنهم مازالوا في انتظار قرار النيابة بشأن القائمين بالاعتداءات التي تتواصل منذ يوم العاشر من شهر أكتوبر الماضي. وكانت منطقة آثار إسنا في جنوبالأقصر قد حررت أول محضر للمتعدين في اليوم نفسه من, وحررت آخر محضر بتاريخ الثالث من شهر نوفمبر الحالي. واتهمت منطقة آثار إسنا المتعدين بالتعدي بالحفر والتجريف باستخدام حفارات وعربات نقل ثقيل وإزالة وهدم مقابر ومعالم وتلال أثرية, والقيام بعمل حفريات بعمق 6 أمتار, وتغيير المعالم والطبيعة التاريخية للمنطقة. وتشوين كميات من الطوب الأبيض للشروع بالبناء فوق أراضي المنطقة الأثرية بعد تجريفها وإزالة مقابرها ومبانيها وتلالها التاريخية. لكن التعديات وعمليات الهدم والتجريف لآثار وأراضي المنطقة منذ العاشر من شهر أكتوبر الحالي, وحتي اليوم. في وضح النهار, وأمام أعين المسئولين. واتهمت مصادر أمنية وزارة الدولة لشئون الآثار بالمسئولية عن تلك التعديات لتهاونها وتأخرها في إصدار قرار بنقل ملكية أراضي منطقة بين الجبلين الأثرية للوزارة, والاكتفاء بخضوعها لإشراف الآثار فقط, الأمر الذي يحول دون صدور قرارات بضبط وإحضار المتعدين, وعدم صدور قرارات أحكام رادعة ضدهم فيما سبق من تعديات. وذلك نظرا لأن المنطقة برغم احتوائها علي مقابر ومعالم أثرية إلا أنها لم يتم نقل ملكية أراضيها للآثار.