تامر عاشور مطرب وملحن شاب يؤمن بالمثل الإنجليزي' ببطء.. لكن بثقة', فخطواته الفنية قد تبدو قليلة أو بطيئة إلا إنها مؤثرة, فهو يرفض التعامل مع الفن بإعتباره' حرفة' ولكنه' حياة' تضيف له الجمال والرقي, لهذا يرفض النجاح المؤقت, ويحلم بنجاح يعيش في ذاكرة الناس, ويتمني تحقيق شهرة حقيقية تخلو من الفرقعات الكاذبة. حاول من خلال الأغنيات التي قدمها أن يعبر بأغانيه عن مشاكل جيله, فلمس بكلماته أوجاعهم, وأقترب بألحانه من مشاعرهم, وتسلل بألبوماته إلي وجدانهم, أما كملحن فقد باتت ألحانه ضرورة في كل ألبوم غنائي يبحث عن نجاح, خاصة أن سوق الغناء يشهد مع كل موسم غنائي أغنية أو أكثر' تضرب' له, لذا بات المطربون والمطربات يسعون إلي ألحانه بإصرار. بملابس' كجوال' بسيطة عبارة عن بنطلون' جينز' و' تي شيرت', استقبلني بترحاب شديد في أحد استديوهات التسجيل في مصر الجديدة أثناء انشغاله في ألبومه الجديد الذي يضع عليه آمالا كبيرة, ويعتبره نقلة مهمة في مشواره الفني وكان هذا الحوار. تامر أعلم أنك مهموم هذه الأيام بوضع اللمسات النهائية علي ألبومك الغنائي الجديد فما أهم مفاجأتك فيه؟ كلمة مهموم التي قلتها تعبر بدقة عن حالتي الآن, فقد انتهيت من اختيار كل الأشكال الغنائية التي أريد تقديمها, وخلال الأيام القادمة سأدخل الأستديو للغناء,وفي ألبومي الجديد الذي لن تزيد أغنياته عن عشر, أتعاون مع شعراء سبق وتعاونت معهم من قبل مثل نادر عبدالله, خالد تاج الدين, محمد عاطف, محمد البوغي, وآخرين أتعاون معهم لأول مرة مثل محمد الجندي, وجمال الخولي, ومن الملحنيين أتعاون مع وليد سعد, مدين, عمرو مصطفي, شريف إسماعيل, محمد خلف, وإسلام ذكي, فضلا عن تلحيني لثلاث أغنيات, وتولي مهمة التوزيع أحمد عبدالسلام, توما, آسر عاشور, وعادل حقي, والألبوم مليئ بالمفاجأت علي كل الأصعدة. كل جديد لا بد أن يتميز بتقديم مادة مختلفة هل من إختلاف يحمله ألبومك الجديد من حيث الأداء أو الكلمات أو الألحان؟ بالتأكيد خاصة إنني تعمدت إختيار أشكال وألوان غنائية لم أقدمها من قبل, فعلي صعيد الكلمة يحمل الألبوم موضوعات هامة وخفيفة لكن يتم تقديمها بعمق وبشكل بسيط وسلس علي الأذن, ويصاحب هذه الكلمات أشكال جديدة من الموسيقي, وليس معني جديدة أن تكون شاذة أو بعيدة عن موسيقانا الشرقية الخاصة بنا, والأغنيات التي تساعدنا علي إدخال' أرتام' غربية فيها نفعل ذلك, والتي لا تحتاج نتركها كما هي, فضلا عن تعاوني مع عدد من الملحنيين والموزعين الرائعين أتعاون معهم لأول مرة مثل إسلام ذكي, محمد خلف, شريف إسماعيل, ومن مفاجأت الألبوم أغنية قام بتوزيعها عادل حقي بعنوان' راجع' كلمات خالد تاج الدين وألحان إسلام ذكي, وهي شكل مختلف عما سبق وقدمته, وأستخدمنا فيها جيتارات أسباني, ومليئة بالبهجة, وهناك أغنية آخري بعنوان' الضحكة' والمفارقة إنها تتحدث عن موضوع بعيد تماما عن' الضحكة' وهي من كلمات محمد الجندي, وألحان مدين. تعاونك مع الموزع الشاب آسر عاشور هل راجع إلي كونه شقيقك؟ ضاحكا لا شقيقي ولا أعرفه! وأستكمل قائلا: لا والله' آسر' بعيدا عن كونه آخي فهو يمتلك شكل في التوزيع فهذا خاص به وحده, وعندما تسمعه في البداية تستغربه, لكن بعد إستكمال الشكل تكون رؤيته إكتملت وتجد نفسك سعيدا بتوزيعه, وسبق وتعاونت معه من قبل في أغنيتي' ليا نظرة', و' تسلم', كما تعاونت معه المطربة الكبيرة أصالة وغيرها. ما مدي تدخلك كملحن لك ألحانك الناجحة لزملائك المطربيين في الأغنيات التي تعرض عليك كمطرب؟ لا أتدخل إطلاقا, وما يعرض علي إذا أعجبني أغنيه علي الفور دون أي تدخل, وهذا راجع إلي ثقتي الشديدة في كل زملائي الذين يتعاونون معي سواء في مجال الكلمة أو اللحن أو التوزيع, فبحكم العشرة والصداقة بيننا أصبح لديهم ترمومتر خاص يقيسون به ما الذي يليق علي ومناسب لي كمطرب أو لا يليق. تتعاون في هذا الألبوم لأول مرة مع المنتج الكبير محسن جابر من خلال شركته ماهي ظروف هذا التعاون؟ تربطني بالمنتج الكبير محسن جابر علاقة حب وإعجاب شديدين, فهو أحد المنتجين الذين أثروا الساحة الغنائية بالعديد من الأعمال الهامة, وكان من المقرر أن نتعاون من قبل لكن حالت الظروف دون ذلك, وبعد إنفصالي عن الشركة التي كنت أتعاون معهم, وأثناء عملي علي أغنيات ألبومي الجديد, تجدد العرض عن طريق صديقي أحمد أبو اليزيد, ووقعت معه عقدا بإنتاج وتوزيع الألبوم, وأعتبر عملي مع هذا المنتج الكبير شرف لي, وأشعرمعه براحة نفسية. عندما جلست مع محسن جابر ماهي الشروط التي وضعتها حتي تتجنب المشاكل التي حدثت لك مع شركتك السابقة؟ لم أضع أي شروط لأن محسن جابر منتج ذكي له تاريخه الفني المشرف ويهتم بعمله جدا,ولا يبخل علي من يعمل معه بالدعاية والترويج, وبالتالي أعمل معه وقلبي يرقص فرحا, وواثق إنه سيضيف إلي مشواري, وكل ما أحلم به أن يصور لي أكثر من أغنية, خاصة إنني حققت نجاحا كبيرا في الفترة الماضية من خلال' الأوديو' وتشهد علي ذلك مواقع تحميل الأغاني, وأفتقد حاليا لشاشة تعرض كليباتي باستمرار, ويلتف حولها العالم العربي, وليس عددا محدودا من الناس. هل إستمع محسن جابر إلي أغنيات ألبومك الجديد وماهي أهم ملاحظاته؟ بعد ثلاث أيام من إحتفالنا بتوقيع العقد جلس معي وكان معه بالمصادفة المطرب والملحن عمرو مصطفي, وأستمع إلي أكثر من أغنية ونالت أعجابه الشديد, ولم يبدي أي ملاحظات لأنه كان واثقا من إختياراتي, وهو من المنتجين الذين عندما يثق في مطرب لا يتدخل في اختياراته. في الفترة الماضية إنضم إلي شركته العديد من المطربيين إلا تخشي من المنافسة أو أن تتوه وسط هذا العدد الكبير من المطربيين؟ لا أخشي إطلاقا من المنافسة, لأنني أثق في محسن جابر, كما أن لكل مطرب لونه الغنائي, و' الأستيل' الخاص به, وجمهوره الذي يتابعه, وبالتالي لا يوجد ما يخيفني, وأستكمل ضاحكا ولا تنسي إنني كنت في شركة تضم مئات من المطربيين ومنافسة شرسة ولم أخف وحققت نجاحا كبيرا والحمد لله. تامر ما رأيك في حالة الإنحطاط الغنائي التي تسيطر علينا في الفترة الأخيرة ويطلق عليها غناء شعبيا؟ بغضب وحزن قال: أرفضها ولا أسمح لنفسي أو للمحيطين بي أن يسمعوها أو أن تدخل بيتنا, والغناء الشعبي الأصيل بريء من هذا الإبتذال, وأعتقد إنها ظاهرة مسفة ستأخذ وقتها وتنتهي كما إنتهت من قبل موضة' الحمار والعنب وسيد يا سيد' وغيرها من الفرقعات الغنائية الكاذبة, وبالمناسبة الغناء الشعبي الحقيقي الذي تربينا عليه من العمالقة القدامي أمثال محمد رشدي, وقنديل, والعزبي, وحورية حسن وغيرهم لون صعب, وصعب أن يتصدي له أحد إلا إذا كان موهوبا حقيقيا, وفي رأيي أن الغناء الشعبي الحالي كان آخره حكيم وعبدالباسط حمودة! عبدالباسط حموده؟! لا تستغرب عبدالباسط حموده من أقوي الأصوات الشعبية, ويكفيه إنه لم يبتذل موهبته في كلمات هابطة أو خادشة للحياء أو لا تحمل معني, فلو إستمتعت إليه ستجد لديه أغنيات كثيرة عذبة. ما الذي ساعد علي رواج وإنتشار هذا اللون من الغناء المبتذل؟ غياب الألوان الأخري من الغناء, وعدم طرح كثير من المطربيين الحقيقيين الذين يمتلكون وعي وثقافة وعلي قدر كبير من الموهبة, لألبوماتهم, فمثلا ستجد شعورا ما بين ألبوم جديد لعمرو دياب وآخر لأمال ماهر, وبالتالي لا يوجد تكثيف في طرح الألبومات, فضلا عن إختفاء الحفلات الغنائية في مصر التي ترعاها الدولة, وهذا كله ساعد علي رواج وإنتشار هذا الإبتذال, الذي روجت له كثير من مواقع الانترنت,وبعض الفضائيات, لكن كل هذا سيختفي بمجرد إنتهاء الفوضي التي نمر بها الآن, وعودة الأستقرار والأمن. شهد عام2013 تلحين عدد كبير من المطربين لكثير من أغنيات ألبوماتهم ما رأيك في هذه الظاهرة؟ لست معها وأري إنها فكرة سيئة, فمن المعروف أنه مهما كانت عظمة الملحن وموهبته لو تصدي لعدد كبير من الأغنيات في ألبوم واحد, ستجد روحه اللحنية واحدة, وتشعلا بتشابه في بعض الألحان, فما بالك بمطرب ليس متمكنا من أدواته اللحنية! *مع من تتعاون كملحن خلال الفترة المقبلة؟ آمال ماهر, حماقي, إليسا, لؤي, وهيفاء وهبي. يلاحظ إنك مقل في تقديم الأغنية الوطنية؟ لإنني لا أريد تقديم أغنية حتي يقال إنني غنيت أغنية وطنية والسلام, لكني أريد عندما أتصدي لتقديم أغنية تكون مناسبة ولايقة علي, وتترك بصمة عند الجمهور, وعندما أجد مثل هذه الأغنية سأغنيها علي الفور.