لا يكاد يمضي يوم إلا ونسمع فيه, أو نقرأ, عن حادث إرهابي أثيم ضد فرد شرطة, أو ضابط, وأصبحت هذه الاعتداءات الجبانة تثير ألم المصريين جميعا بصورة لم يعد من الممكن السكوت عليها, ما ذنب الثلاثة من الشرطة الذين أمطرهم المجرمون بالرصاص في المنصورة, فسقطوا شهداء للواجب؟ وما ذنب عشرات من زملائهم سقطوا في شبرا الخيمة, وكرداسة وبورسعيد ورفح والإسماعيلية والعريش؟ إلي متي سنظل نري الجثامين البريئة يتم تشييعها من المساجد هكذا؟ هل يعرف هذا الإرهابي المجرم أن هذا الشهيد له أم احترق قلبها, وزوجة سوف تترمل من بعده, وقد لا تجد من ينفق عليها؟ وأولاد سوف ييتمون وقد فقدوا عائلهم الوحيد وسندهم في الحياة الصعبة؟ هل لدي هؤلاء المجرمين أمهات وزوجات وأبناء؟ لماذا لا يفكرون فيهم قبل أن تمتد أياديهم الآثمة بالقتل إلي هؤلاء الشهداء؟ وبطبيعة الحال, فإن الإرهابيين لا يفكرون بهذه الطريقة, بل إن أغلبهم يتصورون أنهم يجاهدون في سبيل الله, فكيف يرضي عنك الله وأنت تقتل أبرياء لا ذنب لهم؟ إن الله بريء منك ومن أفعالك الشنيعة إلي يوم يبعثون. وربما يري البعض أن تغليظ العقوبات علي هؤلاء القتلة لن يؤدي إلي نتيجة, وهذا تفكير خاطئ تماما, لأن الله عز وجل هو الذي فرض القصاص, فإذا عرف هذا المجرم اللعين أن القتل سيكون جزاءه علي قتل النفس التي حرم الله قتلها, فإنه حتما سيفكر أكثر من مرة قبل أن يتخذ قراره بقتل الأبرياء. وهنا فإن المطلوب هو سرعة إقرار قانون مكافحة الإرهاب بأسرع وقت ممكن, بما يتضمنه من عقوبات رادعة علي هؤلاء المجرمين. والمسألة هنا لا تحتاج إلي مجادلات قانونية, أو حديث ممجوج عن حقوق الإنسان, المسألة بسيطة: هذا مجرم قرر, مع سبق الإصرار والترصد, أن يقتل إنسانا آخر دون أن يكون بينهما عداوة, بل ولا يعرفه أصلا, إنما يقتل لمجرد القتل.. فكيف أسامحه أو أخفف عنه العقوبة؟ إن الروح التي خلقها الله تعالي لا يجب أبدا إهدارها بهذه السهولة, ولذلك قال الله تعالي: ولكم في القصاص حياة. وللعلم, فإن استهداف الإرهابيين لرجال الشرطة ليس مقصودا منه رجال الشرطة في حد ذاتهم, بل هو يسعي لهز ثقة الشرطة في نفسها, وصولا إلي هدم المجتمع كله, لقد آن الأوان لوقف هذه المذبحة وليعلم الجميع أن القتل إذا بدأ فلن يتوقف, وسيكون الأبرياء سواء من الشرطة أو غيرها هم الضحايا, فلنتحرك إذن بسرعة. لمزيد من مقالات راى الاهرام