تنمية إقليم قناة السويس هو المشروع القومي الطموح الذي يتحدث عنه خبراء التنمية والبيئة والاقتصاد في مصر باعتباره حلما ينتشلها من مخاوف الركود, وهواجس العجز الاقتصادية, إذ يعد استثمارا هائلا للأرض والممر المائي, ويسهم في تطوير مجتمعات جديدة تقوم علي استغلال الإمكانات البيئية والاقتصادي. هذا الأمر انتبهت إليه منظمات مجتمع مدني, فنظمت جمعية نهضة وتعدين مؤخرامؤتمرا لمناقشة إنشاء منطقة حرة صناعية تعدينية عالمية لتصنيع الخامات التعدينية ضمن مشروع تنمية الإقليم, يتوزع علي خمسة محاور هي: التعدين والصناعة والزراعة والإسكان والخدمات, وهي محاور متكاملة تقوم بالأساس علي تحويل المخلفات الزراعية والصلبة إلي طاقة تشغيل للمشروع. فوائد..وعوائد يقول المهندس حمدي زاهر رئيس الجمعية إن اكبر نجاح حصلنا عليه نتيجة مجهودات الجمعية ورجال الأعمال في الآونة الأخيرة هو رفع التوعية والثقافة التعدينية للشعب المصري, موضحا أن فوائد هذا المشروع تتضمن امتصاص الأعداد الكبيرة من الجيولوجيين والعاملين بمجال التعدين ممن لا يجدون فرصة عمل مناسبة, وكذلك اجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية إلي مصر, مما يخفف من أزمة تمويل المشروعات التعدينية, خاصة أن البنوك المصرية لا تزال تمتنع عن تمويل المشروعات التعدينية. ويشير حمدي إلي أنه لابد من مراعاة البعد الاجتماعي والصحي لسكان المناطق التعدينية, بهدف تحقيق تنمية مستدامة بالاشتراك مع هيئة الثروة المعدنية المصرية والمنظمات الاقليمية والدولية, وكذلك مراعاة البعد البيئي وتطبيق قانون البيئة بما يتضمنه من حوافز وإجراءات لحماية البيئة إذ تعد الصناعات المعدنية والتعدينية من الأنشطة المضرة بالبيئة إذا لم تخضع لرقابة مستمرة. ومن جهته, يؤكد صفوت عبدالباري نائب رئيس الجمعية أن فكرة المجمع الصناعي العالمي للتعدين سوف تجذب المستثمرين و التكنولوجيا الحديثة والمعاهد البحثية, مشيرا إلي أن المناطق الحرة العالمية للتعدين تقوم علي ستة أنواع من الخامات, وأن تنفيذ المشروع بمصر يمكن أن يضعها في خانة الدول المصدرة لموارد كبيرة من عائد التصدير, لا سيما أن اليابان- كمثال- تستورد من افريقيا خامات معدنية تقدر بنحو70 مليار دولار.