نفسك تطلع إيه لما تكبر؟ سؤال يطرحه عادة الكبار علي صغارهم ليتفهموا طبيعة شخصياتهم ومنتهي طموحهم.. وتتباين إجابات الأطفال بين من يريد أن يكون مدرسا أو خبير تجميل أو صحفيا ومن يختار أن يكون مذيعا أو مهندسا أو طبيبا أو طيارا.. يختار الطفل مهنته وهو لا يعلم شيئا عنها حتي يدخل عالمها الحقيقي بعد سنوات دراسته التي قد تختار له طريقا آخر.ويمكن لكل طفل أن يترجم هذا الحلم إلي حقيقة, ولو لبضع ساعات, في مدينة خاصة بهم وحدهم يكون الكبار فيها ضيوفا عليهم.. فيمتهن الصغار في مدينتهم العديد من المهن كالقضاء والطب والهندسة والصحافة وغيرها.. إنها مدينة كيدزانيا التي تمثل نموذجا مصغرا للدولة, فلها دستور خاص بها ومجلس لتشريع القوانين, كما أن لها أيضا جواز سفر وعملة تحمل اسم كيدزوس. وكانالمهندس عمر سامي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام والمهندس طارق زيدان محافظ كيدزانيا مصر قد وقعا اتفاقية تعاون بين مؤسسة الأهرام ومدينة الأطفال, لتكون جريدة الأهرام هي الصحيفة الرسمية الخاصة بالمدينة والتي تعبر عن مدينة الأطفال, وهي تجربة حقيقية لها أثر كبير في تنمية قدرات وعقول الأطفال وجعلهم أكثر إدراكا للعالم الخارجي وسوق العمل, فضلا عن تجربة العمل الصحفي داخل المدينة. وتقوم أهرام المدينة بتعليم الأطفال أهمية الصحافة والمعلومات وكيفية استخدامها بمصداقية, حيث يتم تزويد الأطفال الذين يرغبون في العمل الصحفي بالأدوات التي يحتاجها الصحفي مثل الكاميرا الرقمية أو التسجيل الصوتي والأقلام, فضلا عن تقديم التدريب المهني لهم علي كيفية ممارسة العمل الصحفي علي أيدي خبراء في هذا المجال, ومساعدتهم علي اختيار الموضوعات التي سيكتبون عنها قصصهم الصحفية, وذلك بعد إطلاعهم علي فنون العمل الصحفي من خبر ومقال وتحقيق, بالإضافة إلي قيمة الكلمة وكيفية تقصي المعلومات وكتابتها. وجريدة الأهرام التي سيقوم بتحريرها الأطفال تماثل جريدة الأهرام العريقة من حيث أقسامها المختلفة من سياسة وثقافة وفن ورياضة وغيرها, وتمتد تجربة الطفل إلي مراحل الطباعة حتي يحصل في النهاية علي نسخة من الجريدة التي شارك في إصدارها والاحتفاظ بها كذكري. ويقول طارق زيدان محافظ مدينة الأطفال بالقاهرة أنها تعد المدينة رقم15 علي مستوي العالم حيث تحاكي المدينة الحقيقية من شوارع وسيارات ومجمعات سكنية ومتاجر وبنوك وأجهزة للصرف الآلي, وتعتبرمركزا ترفيهيا تعليميا, يوفر للأطفال من سن14-4 سنة قيمة العمل والمال والاعتماد علي النفس واتخاذ القرارات, حيث يستطيع الأطفال القيام بوطائف الكبار من خلال محاكاتهم للأنشطة التقليدية بممارستهم الكثير من الوظائف بالمدينة, ويتقاضي كل طفل منهم أجرا مقابل العمل بها كطبيب أو عامل في مصنع أو مهندس أو صحفي أو صاحب متجر أو رجل إطفاء, أو غيرها من الوظائف التي سيختارها من بين37 علامة تجارية تمثل27 مهنة. كما يقوم الطفل بكل المعاملات المالية مقابل قيامه بالعمل والتسوق أو الترفيه مستخدما عملة مدينته. وتهدف المدينة إلي تنمية ذكاء الأطفال الذي يعتمد علي ثلاثة عوامل رئيسية, وهي المناخ الأسري والاجتماعي والتعليمي, بالإضافة إلي التجارب المؤثرة من خلال الأنشطة والعلاقات مع الأسرة. وتقوم المدينة علي التعامل مع أنواع الذكاء المختلفة سواء اللغوي الذي يمكن من الإبداع في الكتابة والحديث والخطابة, والذكاء المنطقي( المحاسبي) الذي يتضمن القدرة علي حل مشكلات منطقية أو معادلات رياضية, والذكاء الجسدي( الحركي) الذي يتميز به الرياضيون وأصحاب بعض الحرف. خافيز لوبيز الرئيس العالمي التنفيذي للمدينة أكد أن مدينة الأطفال بالقاهرة هي الثالثة في الشرق الأوسط, حيث افتتحت أول مدينة بالمكسيك سنة.1999 وتعد مدن كيدزانيا حول العالم نموذجا مصغرا للعالم الخارجي,وتهدف إلي تمكين الأطفال من تجربة الدخول في هذا العالم مع توافر كل طرق الأمان لهم دون الخوف عليهم من أن يصابوا بأي أذي,حيثيمكن ترك الأطفال لاستكشاف المدينة بمفردهم في أمان. وأضاف لوبيز إن أطفال المدينة تتأصل لديهم قيم العمل والعطاء واحترام الغير والمشاركة الفعالة في المجتمع, كما تسهم الأنشطة المختلفة الموجودة داخلها في تنمية مهاراتهم بدلا من إهدار وقتهم في مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر دون أي تفاعل مع من حولهم.