رحل منذ أيام قليلة عملاق الغناء اللبناني وديع الصافي, الذي ولد في قرية' نيحا الشوفية' عام1921, ودرس في المدرسة الرسمية في قريته قبل أن ينزل إلي بيروت. وفي هذه المدرسة ظهرت موهبته الغنائية والموسيقية, لكنه ترك المدرسة دون أن يستكمل دراسته ليساعد والده وشقيقه الأكبر توفيق في إعالة إخوته الست' إيليا, ليندا, ماري, جان دارك, هناء, تيريز', فعمل في معمل للزجاج, ثم في محل للوازم النسائية, وآخر لبيع الأحذية, وثالث للحلاقة, وفي كل هذه المهن كان يردد أغاني أستاذه محمد عبدالوهاب. وأثناء ذلك أهداه شقيقه الكبير توفيق عودا وعلمه خاله' نمر العجيل' العزف عليه وشجعه علي الغناء, ومن كثرة حب وديع للعود كان يلازمه في الفراش, وفي الصباح يأخذه معه إلي العمل, فكان صاحب العمل يخيره بين العود والعمل, فيختار العود, ويترك العمل, وفي أحد الأيام أكتشف صوته' نجيب عطية' صاحب ملهي ليلي, فنصحه بالغناء في الملهي واستجاب الصافي. وكانت أول أغنية له بعنوان' يا حمام الدوح'من كلمات وألحان يوسف بوعجرم, وفي الملهي غني مع فرقة مكونة من عاصي ومنصور الرحباني, فكان عاصي يعزف معه علي البزق, ومنصور علي الكمان, وكان كل واحد منهما يتقاضي ليرة لبنانية في الليلة, أما هو فكان يتقاضي ثماني ليرات. يا مرسل النغم وفي عام1938 وكان في السابعة عشرة من عمره دخل الإذاعة اللبنانية وتعلم علي يد' ميشال خياط, وسليم الحلو',واحتل المرتبة الأولي بين خمسة وأربعين متباريا في أول لحن له بعنوان' يا مرسل النغم الحنون', وبدأ اسمه يتردد بقوة كمطرب, وسمعه عبدالوهاب عام1940 في لبنان فدهش من قوة صوته, وطلب منه زيارة القاهرة, لكنه سافر إلي سوريا مع المطربة' لورد كاش', وأحيا فيها عدة حفلات وسجل بعض أغنياته الخاصة في الإذاعة السورية. الخمسة جنيه لكن نجاح المطربة اللبنانية نور الهدي في أول أفلامها' جوهرة1942' في السينما المصرية, شجعه علي المغامرة والنزول للقاهرة, خاصة بعد أن تلقي دعوة من المنتج' جبرائيل تلحمي', الذي قدمه في فيلم' الخمسة جنيه' إخراج حسن حلمي, وبطولة محسن سرحان, وزوز نبيل, وتقاضي عنه35 جنية, لكن فشل الفيلم ومسئوليته تجاه أشقائه كعائل لهم جعله لا يجلس كثيرا في القاهرة, وسافر إلي البرازيل في منتصف الأربعينات. وهناك لحن وغني' طل الصباح, وتكتك العصفور, و ما أحلي الصيفية' والتي راجت رواجا كبيرا بين المغتربين اللبنانيين, وفي البرازيل غني بالفصحي والعامية ولاقي نجاحا كبيرا بين المغتربين العرب مثيرا فيهم حبهم للوطن ومشجعهم علي العودة إليه, وفي عام1950 رجع للبنان بعد سنوات من الغربة وتزوج فور عودته وأنجب ستة أولاد هم' دينا, مارلين, فادي, طوني, جورج, ميلاد'. الحب في أغنياته بدأ وديع الصافي بداية من عام1950 يشتغل علي نفسه كمطرب وملحن, فتنوعت الموضوعات التي تناولتها أغنياته, لكن الأبرز فيها كان موضوعات الحب, والوطن, والله, والضيعة اللبنانية, والعائلة اللبنانية, والقضايا العربية, ولأن موضوع الحب كان ومازال هو الموضوع الرئيسي في الأغنية العربية, فلم يخرج وديع عن هذه القاعدة, لكنه قدم أغاني الحب العذري بمختلف صوره من شوق, وحنين, وعتاب, وغزل, ومشاعر عفيفة سامية, ومن أشهر أغنيات الحب عنده' بتحبني وشهقت بالبكي, بتروح لك مشوار, جاروا الحبايب, حبيبي ونور عيني, غلطنا مرة وحبينا, قتلوني عيونها السود, أندق باب البيت, وغيرها. الوطن لم يغن فنان لوطنه كما غني وديع الصافي, حتي تكاد الأغنية الوطنية تزاحم أغنية الحب عددا, وقد تعددت الصور الوطنية في الأغنية عنده, إذ غني جيش الوطن, واستقلاله, وصموده, وتاريخه, وأبطاله, وشهداءه, وأرضه, وسهوله, وجباله, وبحره, ونهره, وجماله, ودعا إلي حمايته, وعودة المهاجرين إليه, وبذل كل نفيس في سبيله, ومن أشهر أغنياته الوطنية' أرز الجبل, لبنان يا قطعة سما, سيجنا لبنان, كلنا للوطن, زرعنا تلالك يا بلادي, يا جيش بلادي, وطني الحبيب, الله معك يا بيت صامد بالجنوب, وطني أغلي من ولادي, رجعت عالبنان, لبنان عرس الدني, لبنان أرض المحبة, لبنان للأبطال' وغيرها. قضايا العرب مطرب العرب ليس لقبا حصل عليه الصافي من فراغ لكنه جعل من نفسه وأغنياته وحدة وطنية عربية شاملة, فغني آلام العرب وأفراحهم وعزهم وأمجادهم فغني لمصر' عظيمة يا مصر, وإذا مصر قالت نعم فاتبعوها, ومصر ياأم الأمم, وللسعودية' مكة', وللجزائر' نشيد الجزائر', وللعراق' جئت بغداد' ولفلسطين' أطفال الحجارة'' أعرف عدوك',' محمد الدرة', ولسوريا' شام',' جولان سوريا'' قالت لي بنت الجيران' عن القطن السوري. العائلة اللبنانية نظرا لتعلقه بقريته التي تربي فيها, ومن أهم صفات القروي اللبناني تعلقه بعائلته, ومتانة العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة, لهذا فقد غني الأمومة, والأبوة, والبنوة, والأخوة, ومن أهم أغنياته في هذا المجال' أمي يا كلمة حب, صرت بي متلك يا بيي, لوين يا مروان, وصية أب,' يا عيون بابا اليوم كملت سنة', ولدي, يا بنتي. الضيعة اللبنانية التغني بالضيعة اللبنانية بجمالها وسحرها وجبالها ووديانها وخيراتها وعاداتها وتقاليدها, كان يعتبره الراحل جزء من التغني بالوطن, لهذا برزت في أغنياته الضيعة اللبنانية التي أحبها وعاش قسما كبيرا من حياته فيها, فأحبها كما أحب عاداتها وتقاليدها وأخلاق القرويين بكرمهم, وحبهم للضيف, وتعلقهم بالأرض, ومن أهم هذه الأغنيات' الضيعة والمدينة, الحياة في الضيعة, العرس في القرية, عمر يا معمر العمار, ما أحلاها شتويتنا في ضيعتنا, هل تذكرين ضيعتي, يا ضيعتنا جبينك عالي' وغيرها'. الله وضع وديع الصافي صوته في خدمة دينه, ولم يكن غناؤه الديني نابعا عن تعصب ديني, أو تطرف ديني, بل علي العكس من ذلك كان مؤمنا متسامحا منفتحا علي الدين الإسلامي انفتاحا محبا قائما علي الإيمان بالخالق الواحد, والقيم الدينية السماوية الواحدة, فقدم بعض الأناشيد الدينية الإسلامية كنشيد' نداء الحق' وهو عن مولد الرسول عليه الصلاة والسلام, كما غني لشهر رمضان أغنية' شهرنا السمح' وأيضا' رمضان' ومن أشهر تراتيله' إرحمني يا الله, الوصايا العشر, الله نوري خلاصي, ألقاك أصلي, إلهي حنيت السماء, أنا إنسان, يا فاتح بواب السما وغيرها. رصيده الفني 1300 أغنية قدم وديع الصافي للمكتبة الغنائية أكثر من1300 أغنية كلها تغنت بالحب, والوطن, والله, والضيعة اللبنانية, تعاون فيها مع عدد كبير الشعراء اللبنانيين وغير اللبنانيين, بالفصحي والعامية ومن أبرزهؤلاء' عنترة بن شداد, أبونواس, ابن زيدون, المتنبي,أبوالعلاء المعري, عمر بن أبي ربيعة,ابن سناء الملك, الصمة القشيري, إيليا أبوماضي, بشار بن برد, البهاء زهير, عبدالله الأخطل, محمود بيرم التونسي, الأخوان رحباني, مارون كرم, ميشال طعمه, وعبدالجليل وهبي, إيلي شويري, مصطفي محمود, أسعد سابا, وأسعد السبعلي. ولحن الصافي معظم أغنياته, أما الملحنون الذين لحنوا بعض أغنياته فأهمهم الأخوان رحباني, فيلمون وهبي, محمد عبدالوهاب, رياض البندك, توفيق الباشا, وزكي ناصيف,عفيف رضوان, فريد الأطرش, محمد محسن, إيلي شويري, إلياس الرحباني,بليغ حمدي, رياض السنباطي, وليد غلمية وملحم بركات. 12 مسرحية غنائية قدم الراحل عددا كبيرا من المسرحيات الغنائية هي:' قصيدة حب- موسم العز- أرضنا إلي الأبد- طواحن بيروت- بحر اللولو- أيام صيف- مدينة الفرح المحاكمة- العرس في القرية- حكاية لبنان- طواحين الليل- وتضلوا بخير'. 5 أفلام رغم إنه لم يكن ممثلا محترفا إلا أن منتجي الأفلام العربية أدركوا ضرورة اشتراك وديع في أفلامهم, ولو كضيف شرف, أو في أداء بعض الأغاني التي تسهم إسهاما كبيرا في إنجاح هذه الأفلام, ويزيد من إقبال الناس عليها, وقد اشترك في خمسة أفلام وهي بحسب ترتيبها الزمني:' الخمسة جنية- أنت عمري- موال- ليالي الشرف- نار الشوق'. اسكتشات غنائية شارك الصافي في الكثير من الاسكتشات الغنائية مع كبار الفنانيين اللبنانيين, مثل' فيروز, صباح, نصري شمس الدين, إيلي شويري, ملحم بركات, جورجيت صايغ, وغيرهم' ومن أهم هذه الاسكتشات:' روكز خطب روكز, سهرة حب, أرضنا الكريمة, الضيعة والمدينة, المصالحة, عين الرمان, عودة الصيادين, عهد الحب, ابن زيدون, الحطابين, البحارة' في عيون الكبار قبل وديع الصافي كان التلحين رتيبا اجتراريا تافها, لا إبداع فيه, فأتي صوت وديع وقال للملحنين: لحنوا ما شئتم وهناك صوت يؤدي كل ما تكتبون وتبدعون, فصوته هو الصوت اللبناني بكل ما تعنيه الكلمة, ومع احترامي لكل العاملين في الحقل الموسيقي أقول: لقد تورطنا كلنا في أساليب تلحينية بعيدة كليا عن أجوائنا اللبنانية الشرقية, والذي أنقذنا من هذا الضياع صوت وديع الصافي بأصالته اللبنانية ' الموسيقار اللبناني وليد غلمية'. قماشة صوته عجيبة غريبة يخزي العين, فصوته يندر أن يتكرر في هذا العالم, صوت كامل ومثقف أيضا, ثقافته موسيقية شرقية, فمهما كلفته ليغني فهو قادر علي غنائه ببراعة ' الموسيقار زكي ناصيف'. صوت تتوافر فيه رجولة من أنبتوا من الصخر تفاحا, وحولوا الجرود إلي جنات تسكنها النجوم, وتجري من تحتها الأزهار, صوته كأنه حديث الأرض للغاب, والغاب للرياح, صوت كأنه وجوه الآباء حول النار في ليالي الشتاء ' الشاعر جورج جرداق'. وكتب الشاعر اللبناني الكبير مارون كرم قصيدة في وديع الصافي يقول مطلعها: ' وجودك يا صافي بيننا وجود العياد وفرحة ومحبة للعباد وللبلاد كل ما بيزيد عمرك بالكبر كل ما صوتك صفاوة وصدق زاد مثل صوتك بعد ما شاف الوتر بكل اللي غنوا بالقراب وبالبعاد وحدك كنت ما بين هالغنوا القمر وكنت السنديانة وكلهن فيها عماد'. لو جمعت أصوات المطربين كلهم في صوت واحد لما ألفت صوت وديع الصافي, فهو الأجمل منذ ألف سنة, وصاحب أجمل صوت بين الرجال في الشرق ' محمد عبدالوهاب لا أتصور أن في تاريخ الغناء كله صوتا بهذه الروعة, وهذا الجمال, وهذه القدرة علي إثارة الشوق ' رياض السنباطي وديع الصافي هبة الله للشرق علي صعيد الأصوات والأداء محمود الشريف: عبدالوهاب وعبدالحليم وليلي مراد وصباح وفيروز يغنون كورس خلفه احتفاء بالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب الذي كان يقضي الصيف في لبنان, أقام وديع الصافي عام1963 سهرة في منزله علي شرف موسيقار الأجيال, حضر السهرة مجموعة كبيرة من الفنانين منهم فيروز والأخوان رحباني, وعبدالحليم حافظ, وصباح, وليلي مراد, وعبدالسلام النابلسي, والكاتب سعيد فريحة, والشاعر مارون كرم, والكاتب الصحفي جورج إبراهيم الخوري, وغني ليلتها وديع كما لم يتجل من قبل, خاصة في رائعته' اندق باب البيت', فترك جميع المطربين كراسيهم وجلسوا علي الأرض مبهورين بصوته, ولم يكتفوا بذلك بل غنوا خلفه ككورس, بمن فيهم ضيف السهرة الموسيقار محمد عبدالوهاب, ويومها هتف عبدالحليم حافظ قائلا:' من بعدك ما حدا يغني يا وديع'!. مع ثومة يا نعمة الأيام.. لحن يجمعه بأم كلثوم كانت سيدة الغناء العربي أم كلثوم من أشد المعجبات بفن وأداء وصوت وديع الصافي, وكانت عندما تحب' تتسلطن' تسمع صوته, هو والمطرب محمد قنديل, ومن شدة إعجابها بصوته أطلقت عليه لقب' أبو كلثوم العرب'. وفي بداية السبعينات كانت تصطاف في لبنان فاستمعت إلي ألحان وديع الصافي لصباح, ونجاح سلام, ومروان محفوظ, وغيرهم من المطربيين اللبنانيين, فطلبت منه أن يلحن لها, ورحب الصافي بالطلب واعتبره وساما علي صدره من سيدة الغناء. وبدأ يبحث عن كلمات تتناسب مع هذا اللقاء, وبالفعل وقع اختياره علي أغنيتين هما' يا نعمة الأيام علي' و' أنا فيما أنا فيه', واتصل بأم كلثوم فطلبت منه تأجيل الثانية وسرعة تلحين أغنية' يا نعمة الأيام علي' وبعد اتمامه اللحن, سافرت أم كلثوم في رحلة العلاج الأخيرة ورحلت دون أن يخرج اللحن للنور, ورفض وديع أن يعطي اللحن لأي صوت آخر وقام بغنائه. هديته لعبدالوهاب كان الراحل العظيم يعتبر الموسيقار محمد عبدالوهاب أستاذ جميع الموسيقيين, وقد تأثر به تأثيرا كبيرا, لهذا عندما رحل عبدالوهاب بكاه الصافي أكثر ما بكي والده, وعندما علم الفنان اللبناني الشامل محمد سلمان بالحالة النفسية السيئة التي يمر بها فنان العرب الكبير, كتب قصيدة من وحي أغنيات محمد عبدالوهاب وقدمها لصديقه, وفي حوار مسجل بيني وبين عملاق الغناء قال لي:' لم أنم ليلة سمعت قصيدة محمد سلمان إلا بعد أن أكملت تلحينها, وبعد ذلك انهرت في البكاء لإحساسي بأهمية هذه الهدية التي أتاحت لي الظروف أن أقدمها لمطرب العالم العربي الذي علمني وعلم كل الفنانين العرب الغناء والتلحين. ويقول مطلع القصيدة التي أطلق عليها' تحية لبنان لعبدالوهاب' والتي غناها عام1993 في دار الأوبرا المصرية: كلما حاولت أن أنظم في فنك شعري/ هربت مني القوافي حالمات وهي تجري/ قائلات ليس بالإمكان في شعر ونثر وصف من قد أذهل التاريخ في فن وفكر/ هو كالنيل خلودا أو كأهرامات مصر/ صوته بدر العذاري غاب في غيمة عطر لحنه يسري إلي القلب كما الجندول يسري/ فإذا غني يقول' أنت عمري'/ أنت من أشرق في صوتك عمري' أشهر أقواله الفضل الأول في نجوميتي للخالق الذي وهبني كل شيء, وهذا الصوت, ولذا أريد أن أكرمه بصوتي قبل أن أكرم من سواه. لا أرضي بأخذ كلمات أغنية من أي شاعر, إلا بعد الاقتناع الكامل بأن الكلام يرضي الله, فنحن مسئولون عن حضارة الشعوب, والكلمة الجيدة ترتقي بالجمهور وتزيد من حضارته وتقدمه. منذ بداية وعيي الفني دأبت علي الترتيل والتجويد ومازلت حتي الآن, فالفن يسمو حين يكون مستمدا من الأديان السماوية, وفي الأمثال الفرنسية' إن من يغني الله, يصلي مرتين', لهذا أشعر بإنني قريب جدا من الله عندما أنشد ترتيله أو أتلو آية من الذكر الحكيم. دمجت في بعض المزامير الدينية التي قمت بغنائها اللحن البيزنطي مع اللحن السرياني, وأدخلت آيات قرآنية فيها بغية تقريب قلوب الجميع, وقد رحب العديد من المسلمين والأرثوذكس والمارونيين بهذه المزامير, فما أهفو إليه توحيد شعوب ديانات الله, إذ لا يوجد شيء يفكك وحدتنا في الشرق مثل التعصب والتحزب الطائفي, فالدين لله, والأوطان للجميع. أتمني قبل رحيلي لو أن البلاد العربية تقيم في كل بلد عربي مكتبة غنائية ضخمة تحتوي علي كل تراث العالم العربي الغنائي الأصيل المليء بالتواشيح والموواويل والأدوار والغناء الصحيح السليم, وتكون زيارة هذه المكتبة ضمن المنهج الدراسي في المدارس, حتي ننقذ الأجيال الجديدة من العبث الغنائي الحديث.