التوحد الوجداني, وغسيل المخ, والحرمان الحسي, ثلاث مفردات انتقلت من علم النفس الي عالم صناعة التنظيمات السرية والخلايات الإرهابية, لتصبح العناوين الرئيسية في دليل فن صناعة الانتحاري. الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية لطب النفس, يوضح أن عملية صناعة الانتحاري, تقوم بشكل أساسي علي ما يسمي بغسيل المخ, مشيرا الي أن الدراسات النفسية تشير الي أن الحرمان الحسي هو أفضل الوسائل من أجل الحصول علي غسيل مخ وصولا للإيمان بفكرة معينة. ويوضح فإن الحرمان الحسي الكامل, يجري بوضع الشخص في الظلام مع عدم سماع أي أصوات والحرمان من الطعام والشراب, أو بوضعه في غرفة تحت الماء حتي ينهار تماما ويصاب بالهلاوس وفقدان الوعي, ليصبح بعدها قابلا للإيمان بفكرة معينة, حيث يبدأ القيادي تدريبه بإبعاده عن أي أفكار أخري أو منبهات تؤثر علي المخ, وعدم قراءة أي شيء بعيدا عن الدين, وهنا تكون لديه الجاهزية تماما لالسمع والطاعة, والنظر في أفق واحد نهايته الشهادة في سبيل الله, فيما يشبه الحصان عندما توضع الغمامة علي جانبي عينيه رافضا الاستسلام أو المناقشة وكأنه في نفق لا يؤدي إلا للانتحار. ويضيف عكاشة, أن التنشئة الاجتماعية المبكرة قد تنتج تشوهات فكرية مبكرة تلازم وتساعد في عمليات الإعداد لممارسة العملية الانتحارية والقتل باسم المعتقدات.. كما تعطي التنشئة الدينية الخاطئة لأعمالهم مغذي مقدسا, فيقدمون علي التضحية بأنفسهم وهم علي يقين من أن ما يقدمون عليه ليس انتحارا. أما عن الصفات الواجب توافرها في الشخص المطلوب تجنيده, فيحددها الدكتور يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي, في: سن المراهقة, والتعليم المتوسط, ومحدودية الذكاء والنظافة, والحرمان المادي والعاطفي. وعن المنطلقات والمداخل التي يتسلل منها القيادي للسيطرة علي الشخص المطلوب تجنيده, فأهمها وفقا لعبدالمحسن, التوحد الوجداني مع شخصية مؤثرة, توحي إليه بأفكار تشبع حاجته وتعده بأشياء ينطلق إليها, مثل الجنة والفردوس الأعلي, الي جانب زرع الكراهية في نفسه تجاه الآخرين, وتصويرهم علي أنهم متربصون به, وتنمية الضلال الفكري لديه باللعب علي وتر الدين وأن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة.