أظهرت عملية اختطاف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان لعدة ساعات قبل اطلاق سراحه تردي الوضع الأمني وهشاشته في ليبيا التي لم تعرف طعم الاستقرار بعد, علي الرغم من مرور قرابة عامين علي إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي, فضلا علي معاناتها من سطوة الجماعات المتطرفة عليها, وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسئولة عن ارتباك المشهد هناك. والمحزن أن اختطاف المسئول الأول في ليبيا تم علي يد مجموعة من الثوار المفترض أنهم جازفوا بأرواحهم من أجل أن تصبح بلادهم دولة ديمقراطية تعلي من شأن ومكانة القانون وليس انتهاكه, وتحويل البلاد إلي مناطق مقسمة بين المليشيات المسلحة وإقامة دويلات داخل الدولة. إن ما وقع أمس نذير سوء يتعين الانتباه إليه, فالحكومة غير قادرة علي بسط سيطرتها علي البلد, ومن جهة أخري فإن ليبيا باتت مرتعا لعناصر إرهابية لها صلة بالإخوان والقاعدة والتكفيريين, والفضل في ذلك يعود للولايات المتحدة. فالذي فجر الأزمة كان اختطاف القوات الخاصة الأمريكية لأبو أنس الليبي من طرابلس العاصمة بتهمة الضلوع في تدبير عمليات إرهابية استهدفت السفارات والمصالح الأمريكية في إفريقيا وغيرها. إن واجبنا تجاه الجارة ليبيا أن نعمل لتمكينها من محاصرة الإرهابيين ومن يمولهم ويوفر لهم الغطاء السياسي, فليبيا تشكل عمقا استراتيجيا بالغ الأهمية للأمن القومي المصري, ورأينا خلال الفترة التالية لثورة25 يناير ما دخل مصر من أسلحة عبر الحدود بين البلدين, فالانفلات في ليبيا وتحكم المتطرفين علي مقاليد السلطة فيها سيكون سببا في بحور من الدماء والتفتت. لمزيد من مقالات