لسان حال المعارضة السورية يقول: يسقط جنيف ولا يأتي فهوبالنسبة لها طوق نجاة لبشار, أما النظام السوري فهو وجد ضالته في المؤتمر وبرهن من خلالها علي حضور في العملية السياسية بل أكثر من هذا وضع شروطا غير مكتوبة تستبعد دولا من المشاركة. وكذلك رموزا من المعارضة, وحتي وإن لم يتم الإستجابة لهذه الرغبات غير أنها تعكس تأثيرا للنظام علي التحضيرات لعقد المؤتمر. ويبدي المراقبون تأكيدات علي وجود نوايا روسية أمريكية لإنهاء الأزمة, في الوقت الذي تتهم فيه المعارضة السورية كل من يدعم جنيف2 بأنه يمنح النظام السوري الفرصة الأخيرة للحسم العسكري بالتوافق مع الولاياتالمتحدة للتخلص من عناصر جبهة النصرة والقاعدة وكل الجماعات المتطرفة, كون وجودها يهدد تركيا واسرائيل, وتدلل المعارضة علي ذلك بقبول الولاياتالمتحدةالأمريكية بتسوية سياسية والذهاب إلي مؤتمر شعاره المعلن التسوية السياسية في سوريا, وهو ما بدا يؤثر سلبا علي معنويات المعارضة, و تسبب في زيادة حالة الانقسام الواسعة بين أطرافها, والتي كان آخرها انسحاب الهيئة العامة للثورة السورية التي تمثل شريحة واسعة من المعارضين لنظام الأسد من الائتلاف السوري بعد خلافات سادت مؤتمر اسطنبول الذي استمر ثمانية أيام لم تسفر إلا عن مزيد من الانشقاقات والاتهامات المتبادلة بين أعضاء الائتلاف كل هذه المعطيات تشير بجلاء إلي أن الوضع قبل مؤتمر جنيف2 جاء في صالح الرئيس بشار الأسد, وأنه نجح في إظهار أكبر قدر من التماسك الصعب, وسط تهديدات مخيفة من جانب الولاياتالمتحدة بشن غارات مؤثرة وفي ظل تخلي عربي كامل عنه كنظام, وعدم وجود ارضية عربية للتنسيق معه في مثل هذه الظروف بالغة القسوة. وتظهر النتائج السياسية حتي الآن نجاح الرئيس السوري بشار الأسد نسبيا في مرحلة ما قبل جنيف2, حيث اطمأن إلي أن تلويح الولاياتالمتحدة بالضربة العسكرية بات خلفه وحتي انتهاء اعمال المؤتمر. وبدا الرئيس السوري في الضغط الإعلامي علي تركيا وبعض الدول العربية التي تقف ضده مستغلا الدبلوماسية الروسية النشطة, والموقف العربي داخل الجامعة العربية الذي بدأ يتغير في النظرة إلي الأزمة وعدم الإنسياق وراء فكرة دعم توجيه ضربة عسكرية لسوريا حتي وإن كانت المواقف ضد النظام علي حالها. وبرزت في هذه الأزمة السورية نجاحات كبيرة للدبلوماسية الروسية والتي منعت وصول الأزمة للتصويت داخل مجلس الأمن علي الرغم من امتلاكها حق النقض إلا أنها كانت راغبة في ترويض الدبلوماسية الأمريكية وجرها إلي مفاوضات ثنائية علي غرار ما كان يحدث في مفاوضات الحرب الباردة, كما أن موسكو تنسق بشكل دائم مع دمشق ويرجح البعض بأنها هي التي حثت الرئيس السوري بشار الأسد علي الإدلاء بتصريحات يطالب فيها استبعاد الاتحاد الأوروبي من المشاركة في المؤتمر. وتحاول روسيا, بالضغط من أجل أن تحضر طهران المؤتمر وهو أمر قطعا يثير حفيظة الدول العربية التي من داخلها تعترف بمدي التأثير الإيراني علي سوريا ولكن في نفس الوقت لا تقر علانية بدور إيراني رسمي حتي في حضور المؤتمر. ولا تكتفي روسيا بكل هذا, وإنما هي لا تزال حريصة علي الرئيس السوري بشار الأسد, وتحاول الضغط من أجل حذف مصير بشار الأسد من ورقة العمل في جنيف-2 خلافا لما صدر في البيان الختامي لجنيف-1في30 يونيو2012, والذي نص علي حكومة سورية انتقالية. كل هذه المعطيات تخدم بشار, لكن إلي أي مدي تستمر الرياح في اتجاه شراعه, الإجابة مرهونة بقناعات آخري ربما تتعامل معها الولاياتالمتحدة وأوروبا تحت ضغوط من دول تري في بقاء نظام بشار حالة يصعب التعامل معها.