مع انتهاء موسم الإجازات الصيفية والعودة الي المدارس والعمل, نقع جميعا فريسة للروتين اليومي الذي يصيبنا بالملل وتقل معه مساحات البهجة والاستمتاع بالحياة. الروتين هو العدو الأول للشخص الباحث عن السعادة, فتأثيره السلبي يطول جميع جوانب الحياة سواء كان هذا في مجال العمل حيث يؤدي الي انخفاض مستوي الأداء, أو في محيط الأسرة فتسوء معه العلاقات وتصاب بالتوتر. هذه الحالة نعرفها جميعا ولكن ربما لم نفكر في كيفية الخروج منها ونتساءل هل فعلا يمكن التخلص منها والقضاء علي المملل. في كتابها الجديد أنني أستحق حياة أفضل تؤكد الطبية النفسية لوتشيا جيوفاني, انك تستطيع بالفعل الهروب من الروتين اليومي ولكن هذا لايحدث بصورة كبيرة مفاجئة ولكن تدريجيا وتشير لوتشيا الي مفارقة ان الإنسان يستعذب الملل الذي يتمني التخلص منه لانه أسهل ولايعرضه للمغامرة بتجربة أشياء جديدة. فأنت تستيقط كل صباح في نفس الميعاد وتتناول غالبا الافطار نفسه ترتدي ملابسك لتتوجه الي عملك سالكا الطريق نفسه تصل مكتبك لتؤدي عملك بنفس الاسلوب ثم تعود الي منزلك متعبا لتتناول غذائك وتجلس أمام شاشة التليفزيون التي غالبا ماتعرض برامج اخبارية ثم تذهب لفراشك في الميعاد نفسه لتعيد الكرة في اليوم التالي. وصحيح ان هذا الروتين لامفر منه, الا انه يمكنك ان تقوم ببعض التصرفات المختلفة التي تشعرك بالتغيير حتي لو كان بسيطا, حاول مثلا ان تجرب طعاما جديدا علي الإفطار. اضف قطعة ملابس جديدة كل فترة يمكنك ايضا تغيير الطريق الذي تذهب منه الي مقر عملك, انها أمور بسيطة لكنها يمكن ان تصنع الفرق. وتنصحك المؤلفة أن تضبط المنبه علي خمسة أوقات عشوائية خلال اليوم, وفي كل مرة يرن فيها المنبه تأمل ماذا تفعل وهل هو شيء مفيد ومهم فعلا أم يمكن التخلص منه وتغيره باشياء أكثر أهمية بالنسبة لك أو أكثر متعة, فمن المهم أن تجد وقتا كل يوم لتشعر بالاستمتاع ولو لبضع دقائق وسط زحام المسئوليات.