كانت هزيمة إسرائيل صدمة للإسرائيليين بعد إيمانهم بالخراقة وزعمهم أنهم قوة لاتقهر وأن المصريين ليس أمامهم إلا الاستسلام والإذعان للإرادة الإسرائيلية. تحركت الأحداث السياسية بعد الهزيمة تحركا سريعا وشهدت الحكومة الإسرائيلية وقتها بزعامة جولدا مائير انتقادات وكذلك للقيادة العليا للاخطاء والكارثة التي عمت إسرائيل. لقد قدمت جولدا مائير استقالتها في أثناء الحرب وطالب الإسرائيليون بمحاسبة المتسببين في هذه الكارثة واتخذها حزب الليكود بزعامة مناحم بيجين فرصة لكسب أرضية في الشارع الإسرائلي والدعاية الانتخابية فوقف في الكنيست41 نوفمبر وبعبارات ملؤها التهكم والهجوم الحاد موجها كلامه لجولدا لماذا لم تقومي بتحريك التعزيزات إلي الجبهة قبل يوم كيبور.. يمكنك القول فليبارك الله الأمة التي لديها هؤلاء الجنود الذين يدافعون عنها ولكن لايمكنك القول فليبارك الله الأمة التي لديها تلك الحكومة لتقودها. وتحدث الآخرون عن الكارثة وعن الذين قتلوا أو أصيبوا بالعجز وأشياء فظيعة. لقد هزت حرب أكتوبر ثقة النفس عند الإسرائيليين ووجه معظم الإسرائيليين اللوم للحكومة. لقد كان انتصار أكتوبر المجيد سببا في إنهاء حياة جيل كل من السياسيين جولدا مائير وموشيه ديان ودافيد اليعارز رئيس الأركان وقتها, وبزغ جيل جديد بزعامة اسحاق رابين وكان أول قائد عسكري يتولي رئاسة الوزراء في إسرائيل بعد انهيار الأسطورة الإسرائيلية علي يد المصريين في أكتوبر.37