أحمد الله أن أطال في عمري لكي أواصل التزاما قطعته علي نفسي منذ40 عاما بأن تظل ذكري نصر أكتوبر حية ومتجددة بما أجتهد في الكتابة عنها عاما بعد عام من واقع المعايشة لكل مقدماتها ومعطياتها ونتائجها كجندي مقاتل أتاحت له الظروف فرصة أن يكون واحدا ضمن كثيرين من شهود العيان بالرؤية والمشاركة طوال الفترة الممتدة من بداية إعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة1967 وحتي ما بعد أيام النصر والعبور في أكتوبر1973 وإذا كنت قد تشرفت بحمل نوط الواجب العسكري عن دوري المتواضع في فرع المعلومات والتقديرات السياسية بالمخابرات الحربية فإن الشرف الأكبر كان نجاحي في صياغة البيانات العسكرية عن هذه الحرب المجيدة وكل ما صدر عنها من تعليقات باسم المتحدث العسكري الرسمي اللواء عز الدين مختار! وكنقطة بداية لفهم ما جري منذ بدء إعادة بناء القوات المسلحة المصرية بقرارات11 يونيو عام1967 ومرورا بمعارك الصمود والدفاع النشط ثم الدخول في حرب الاستنزاف قبل القبول بوقف إطلاق النار في8 أغسطس1970 بعد النجاح في تحريك حائط الصواريخ إلي حافة القناة كخطوة شبه أخيرة وضرورية للمجازفة باتخاذ قرار العبور في أكتوبر عام1973 أعتقد أن نص التكليف الصادر من الرئيس السادات إلي المشير أحمد إسماعيل علي يعطي ملخصا لواقع الحال قبل نشوب الحرب والأهداف المطلوبة منها. يقول الرئيس السادات: لقد قررت تكليف القوات المسلحة بتنفيذ المهام الاستراتيجية الآتية.. إزالة الجمود العسكري الحالي بكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم6 أكتوبر..1973 وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة في الأفراد والأسلحة والمعدات.. والعمل علي تحرير الأرض المحتلة علي مراحل متتالية حسب نمو وتطور وإمكانات وقدرات القوات المسلحة التي تتولي تنفيذ هذه المهام منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية. خير الكلام: ما أجمل الذكري تأتي بأنسام.. الفخر موعدها في كل عام! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله