لم يشفع التاريخ الطويل لعصام الحضري في ملاعب الكرة وحراسته لمرمي سبعة فرق خلال هذا المشوار الكبير, في العودة لصفوف المنتخب الوطني وحراسة مرمي الفراعنة في أهم مراحل تصفيات المونديال علي الإطلاق والتي تحمل أمال جماهير الكرة المصرية. وكان الجهاز الفني للفراعنة بقيادة الأمريكي بوب برادلي جريئا في استبعاده للحضري وعدم مناقشة أمره من الأساس أو وضعه ضمن الخيارات التي كانت مطروحة علي مائدة الجهاز الفني وقبل أن يتم الإعلان عن القائمة النهائية وضم ثلاثة حراس شريف إكرامي ومحمد صبحي وأحمد الشناوي. ولكن وقبل أن نتحدث عن مشاكل الحضري وأنه السبب الرئيسي في استبعاده من المنتخب المصري وإهدار فرصة اللعب في كأس العالم, يجب أن نذكر بأن الحضري هو من طلب الرحيل وتحديدا في مساء يوم6 فبراير من العام الجاري وبعد مباراة مصر الودية أمام تشيلي وأعلن يومها اعتزاله اللعب الدولي اعتراضا علي استبعاده من اللقاء ووضعه علي دكة البدلاء وخوض شريف إكرامي الحارس الثاني اللقاء في هذا الوقت, ومنذ هذا التاريخ أتخذ الجهاز الفني قرارا بخروج الحضري من الحسابات وبشكل نهائي خاصة بعد الحوار الذي جمع الحارس الكبير في هذا الوقت مع برادلي وأكد خلاله الحضري عن عدم نيته التراجع عن الاعتزال الدولي ووجه له برادلي الشكر. لماذا نتحدث الآن عن الحضري رغم مرور أكثر ثمانية أشهر علي تلك الواقعة؟.. السبب الرئيسي هو الحملة غير الممنهجة من الحضري نفسه علي الجهاز الفني للفراعنة ومحاولة إظهارهم في صورة المتناقض الذي يتخذ القرار ويعدل عنه, عن طريق بث أخبار تؤكد عودته لحراسة مرمي مصر خاصة في تلك المرحلة الحساسة من عمر ومصير الكرة المصرية, ثم يعود ليهاجم اختيارات الجهاز الفني بعد أن يفاجأ بفشل الحملة التي بدأها من أجل عودته لصفوف المنتخب الوطني. وهذا ما أكده زكي عبد الفتاح مدرب حراس مرمي الفراعنة مرارا وتكرارا بأن الجهاز الفني لم يعد أي لاعب من قبل بالانضمام إلي صفوف المنتخب لكن الباب مفتوح أمام أي لاعب يقدم أفضل ما لديه للحصول علي شرف تمثيل الكرة المصرية. وكانت تلميحات زكي عبد الفتاح حول أن الالتزام يأتي قبل الفنيات إشارة واضحة إلي عدم الاستعانة بالحضري بأي شكل من الأشكال, لكن يبدو أن الاتصال الهاتفي الذي جمع مدرب الحراس بالحضري بعد إصابته بكسر في عظمة الأنف مع فريقه المريخ السوداني من أجل الاطمئنان عليه, خدعت الحارس وأوحت له إنها إشارة بقرب عودته للمنتخب. ووقع الحضري في خطأ فادح عندما هاجم الجهاز الفني وشن حملة غير مسئولة عن اختياراتهم الفنية رغم أن هناك المئات من اللاعبين تم استبعادهم أيضا ولم يتحدث أحد. ويكفي أن الحضري أصبح إسمه يرتبط بالمشكلات بدلا من الانجازات كما كان من قبل, وهذا اللقب أصبح لصيق به بعد الهروب من الأهلي إلي سيون السويسري والجميع يعلم تفاصيل القصة, ثم عاد من سويسرا إلي صفوف الإسماعيلي ولم يكمل ثم أنتقل إلي الزمالك ومنه للمريخ السوداني والعودة إلي الإتحاد السكندري ثم العودة من جديد إلي المريخ السوداني, وللأسف لم يترك الحضري فريق إلا وإيجاد المشكلات لنفسه حتي مع فريقه الحالي المريخ والتي كان آخرها إيقافه مباراة وغرامة5 آلاف دولار في الأحداث التي جمعته مع جماهير امل عطبره وتسببت في كسر أنفه. وما يستحق التقدير هو عدم التفات الجهاز الفني للمنتخب الوطني إلي مثل هذه المهاترات وعدم الرد علي أي لاعب يخرج عن النص حتي لو كان بحجم حارس عملاق مثل الحضري كان حتي وقت قريب نجم الشباك!