كتبت في الأسبوع قبل الماضي شارحا أهمية العصر الكلاسيكي في الموسيقي العالمية والذي كانت سماته واضحة أخاذة رائعة المذاق.. حيث امتدت هذه الفترة الموسيقية التاريخية بين عامي1700 و1800 م.. كما أنها كانت تطورا ايجابيا ملحوظا لعصر الباروك.. هذا بالإضافة إلي أنها أتسمت بحساسية غاية في الإبداع وظهرت بوضوح ملامح فن جميل المعني راقي التعبير وذلك من الطبيعي أن يكون نتيجة دراسة جادة ومواهب فذة أن دلت علي شيء فإنها تدل علي قيم فنية تستحق الاهتمام والإشادة. كما أصبح عزف الكونشرتو يحتاج إلي مهارات غاية في الصعوبة هذا بالإضافة إلي تطور السوناتة بكافة أشكالها الغاية في الرقي فتطورت بذلك الأشكال الموسيقية المختلفة وأصبح الفن الموسيقي عاملا أساسيا في المجتمع الأوروبي.. أما العصر الرومانتيكي أو الرومانسي فأستطيع أن أقول أنه كان ما بين عامي1800 و1900 م والرومانسية هي الجمال اللا محدود أو الجمال اللا نهائي.. وإذا كان طابع العصر الكلاسيكي هو النظام والاتزان فطابع العصر الرومانتيكي هو النشوة واستلهام جمال الأفكار من روائع الطبيعة البكر, وأصبحت هذه الطبيعة تعبر عن المشاعر والأحاسيس كما أنها تشمل حب الجمال والإيمان بالإنسانية والدوافع النبيلة لهذه المشاعر. وكما تطورت لموسيقي الكلاسيكية متأثرة بعصر الباروك, تطورت أيضا الموسيقي الرومانسية متأثرة بعصر الكلاسيكية, لكن كل هذه الخصائص سواء كانت كلاسيكية أو رومانسية فأنها في النهاية تختلف عن سائر الفنون الأخري لأنها تخاطب الوجدان وهي في نفس الوقت قادرة علي مخاطبة مشاعر الإنسان في كل أوان وكل زمان بشرط أن يكون إنسانا راقيا مثقفا متفهما لأحد أهم الفنون الجميلة التي تسعد بها الشعوب المتحضرة, وأصبحت الرومانسية أيضا فنا موسيقيا قائما بذاته تستمتع به الأذان وتتأثر الأحاسيس بجماله. كما أن نجاح الموسيقي الرومانسية أدي إلي نشر الوعي الموسيقي الراقي في أوساط الطبقة الوسطي وأيضا عامة الشعب.