للحج سنن, علي كل من أراد تأدية المناسك اتباعها, ولكن لو تركها صح حجه وعمرته, ولاشيء عليه, ويوضح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء. سنن مناسك الحج, قائلا: يستحب لمن يريد الحج أو العمرة أن يقوم عند إرادة الإحرام أولا بالاغتسال, وثانيا بالتطيب, وقبلهما يقوم بتقليم أظفاره, وقص شاربه, وتمشيط شعره, ونتف إبطه, وحلق عانته, ونحو ذلك مما قد يتأذي المحرم ببقائه بعد الإحرام, ويستحب أن يغتسل المحرم- رجلا كان أو امرأة, حتي لو كانت المرأة حائضا أو نفساء- قبل الإحرام مباشرة, ولا يفصل بين الاغتسال والإحرام بفاصل طويل, وتحديد ذلك الفاصل يقدر بالعرف, فيقدر الآن باثنتي عشرة ساعة, وينوي بالاغتسال سنة الإحرام. ثالثا- التلبية: التلبية سنة لو تركها صح حجه وعمرته, ولا شيء عليه, لكن فاتته فضيلة عظيمة. رابعا- طواف القدوم:طواف القدوم مسنون لكل من قدم مكة سواء كان معتمرا أو حاجا أو غير ذلك, وسواء كان حلالا, أو أحرم من الحل- يعني خارج حدود الحرم المكي- ولم يخش بفعله فوات الوقوف بعرفة; لضيق الوقت بأن كان دخوله مكة قبيل فجر النحر مثلا, كما أن استحباب طواف القدوم إنما هو لمن لم يردف الحج علي العمرةوهو بالحرم, فإن أردف الحج علي العمرة- وقد خرج بعد العمرة من حدود الحرم- استحب له طواف القدوم مرة أخري. خامسا- المبيت بمني ليلة عرفة: بعد أن يصل الحاج إلي مني ظهر يوم التروية- الثامن من ذي الحجة- يقيم بمني يومه, ويسنله البيات بمني ليلة التاسع إلي أن يصلي الصبح بمني, ثم يسير الحاج من مني إلي عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع. سادسا- المبيت بمزدلفة: إذا قام الحاج بالوقوف بعرفة علي الصفة المستحبة حتي غروب شمس يوم عرفة- التاسع من ذي الحجة-أفاض من عرفة, وذهب إلي المزدلفة مع غروب الشمس, ويستحب أن ينزلها بقدر ما يحط الرحال, ويصلي المغرب والعشاء بالمزدلفة جمع تأخير في وقت صلاة العشاء, ويتناول شيئا من أكل أو شرب, وأن يبيت بها ليلة عاشر ذي الحجة, ويستحب أن يلتقط من مزدلفة سبع حصيات يرمي بها جمرة العقبة الكبري بعد أن يرحل إلي مني. سابعا- الدعاء بالمشعر الحرام: يستحب للحاج أن يتم لمبيت بالمزدلفة بقية ليلة العاشر من ذي الحجة, ثم يرتحل من المزدلفة إلي المشعر الحرام; للدعاء والذكر بعد صلاة الصبح حتي يسفر الفجر جدا, أي يظهر النور, بحيث يستطيع الناظر تمييز الشخص القادم عليه. المبيت بمني ليالي التشريق إذا فرغ الحاج من طواف الإفاضة بمكة رجع من يومه- يوم النحر- المبيت بمني, ويسن للحاج أن يبقي بمني إلي أن يفرغ من رمي الجمرات في آخر أيام التشريق- الثالث عشر من ذي الحجة- فإن أراد الحاج التعجل باليلتين بمني, ونزل مكة قبل غروب الشمس من اليوم الثاني من أيام التشريق- الثاني عشر من ذي الحجة- وإن لم يتعجل استحب له أن يبيت بمني ثلاث ليال, والقول بأن المبيت في مني ليالي التشريق سنة هو مذهب الحنفية, وهو المختار للفتوي. ما يفسد به الحج الحج لا يفسد إلا بالجماع قبل التحلل الأول, سواء في القبل أو الدبر, لقوله تعالي:... فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج..., والرفث الجماع, لكن لا يخرج الشخص من أعمال الحج إذا فعل ذلك, بل عليه إكمال المناسك, وقضاء الحج, والهدي في العام المقبل, أما لو جامع بعد التحلل الأول وقبل التحلل الثاني, فلا يفسد حجه, بل يصح وعليه الكفارة, والمضي في العبادة الفاسدة خاص بالحج والعمرة, أما غيرهما من العبادات فلا, أما من فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج; لقوله صلي الله عليه وسلم: الحج عرفة, وعليه أن يتحلل بعمل عمرة, وعليه القضاء والهدي في العام المقبل.