حين تنامي إلي إدراكي نبأ اعتياد الرئيس المخلوع محمد مرسي أن يأمر لنفسه في محبسه بعشاء يومي قوامه البط بالفريك, ظننت أن في ذلك الكثير من المبالغة, ولكن الخبر تكرر لمرات عبر عديد مصادر ومن خلال مجموعة من الجرائد السيارة ذائعة الصيت, وبما يؤكد ان للحكاية أصلا وفصلا, وعلي نحو أثار تساؤلي واستغرابي.. وفي الحقيقة أنني لا أحب التعرض لمسجون إلا في حدود الاتهامات القانونية الموجهة له أو الادعاءات الجنائية عليه, وأتجنب قدر الإمكان أموره الشخصية, ولكنني وجدت في موضوع البط بالفريك جانبا عاما( وربما وطنيا) ينبغي علينا مناقشته والوقوف علي حقائقه وتفسيره وفك تشفيره, فالمحبوس محمد مرسي فيما هو مفترض علي ذمة النيابة العمومية, يعني طعامه يجب أن يصل اليه بأحد طريقين: إما الطعام العادي من مطابخ السجن أو عبر شراء أكل للمسجون من خارج الليمان.. ولما كان محمد مرسي محتجزا في مكان مجهول نظرا لخطورته, وللحرص علي أمنه الشخصي, فإنه لا يأكل طعام السجن, كما أنني لست متأكدا من أنه يشتري البط بالفريك علي حسابه الخاص, وقد انفتحت شهيته كما تقول الأخبار وتوسع في أكل البط بالفريك بما يزيد تكلفة فواتيره قطعا, وليس معلوما لدينا عند أي سقف ستتوقف, ثم أن ارتفاع أسعار السلع ومن ضمنها البط بالفريك سيزيد التكاليف هو الآخر وتسديدها في الغالب يتم من أموال دافعي الضرائب, وأخيرا فإن ملايين من أبناء الشعب لا يجدون ما يقيم أودهم فولا أو عدسا أو بصلا, ومن غير المعقول أن يأكل أحد المحبوسين كل ليلة بطا وفريكا علي حسابهم.. وأتذكر أن بعض نجوم الكراهية الذين ملأوا الساحة بعد أحداث يناير2011 أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حين تم نقل الفريق طيار حسني مبارك الي المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة في طريق الاسماعيلية, وطالبوا بتسديد مصاريف علاجه من جيبه الخاص, وانطلاقا من ذلك المنطق فإن سلطات الدولة مطالبة الآن وعبر قدر ملائم من الشفافية أن تخبرنا عن اسلوب دفع تكاليف البط بالفريك الذي يأكله مرسي يوميا, وما إذا كانت الفلوس تقتطع من أموال دافعي الضرائب, ولماذا لم يتحصل أحد موافقتنا علي ذلك؟!. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع