الإرهابيون الجبناء الذين دبروا ومولوا ونفذوا الهجوم الانتحاري الخسيس في رفح أمس الأول, يشاركون في تنفيذ مخطط شرير يرمي لإضعاف القوات المسلحة المصرية, التي تعد حاليا المؤسسة العسكرية الأكثر تماسكا وحرفية في الوطن العربي, وتمتلك قدرات ومهارات قتالية فائقة تمكنها من التصدي باتقان لكل من تسول له نفسه مد يده بسوء تجاه مصر وأرضها وشعبها, فهي العمود الصلب المتبقي في منطقة تعمدت القوي الكبري أن تبذل ما وسعها لتفتيت جيوشها وبعثرتها وتحويلها لميليشيات تقاتل بعضها البعض. فهذه الفئة الضالة المشوشة دينيا وفكريا قبلت بأن تكون أداة يستغلها من يدفع أعلي سعر, وهل هناك أسوأ ولا اجبن وأقبح ممن يطعن جيش بلاده في ظهره, بينما يطارد جماعات الإرهاب والتطرف التي أزعجتها عمليات القوات المسلحة الناجحة لتطهير سيناء من أعضائها. ولا شك في أن هجوم رفح يمثل تحولا نوعيا في النشاط الإرهابي في سيناء, ويحمل في طياته نذر شر, لكنه في الوقت نفسه يعكس ما بلغه الإرهابيون من يأس وارتباك, نتيجة ضربات قوات الأمن المتلاحقة وأفقدتهم توازنهم وتوازن من يعاونهم من عناصر أجنبية مأجورة تسللت لمصر عبر انفاق غزة أو من خلال الحدود مع ليبيا, وهو ما يستوجب الحيطة والحذر والتكاتف والتوقف عن توفير بعض المحسوبين علي التيار الاسلامي الغطاء السياسي والديني لهم تحت حجج واهية لا تضع في حساباتها الظرف الدقيق الذي تمر به مصر. إن ما تشهده سيناء من هجمات إرهابية يومية ليس بمعزل عما يدور داخل البلاد, فهناك تنسيق وتناغم بين أطراف سياسية ودينية تبغي نشر الفوضي والخراب في عموم البلاد, من أجل معاقبة المصريين علي إطاحتهم بنظام الرئيس السابق محمد مرسي الذي وفر الملاذ الآمن للإرهابيين في سيناء, وواجب المصريين في هذه اللحظة أن يقفوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص لمواجهة انتحاريين ضد الوطن. لمزيد من مقالات راى الاهرام