كان وزراء الداخلية وسيظلون في مقدمة المستهدفين من الإرهاب والمعرضين لمحاولات اغتيال, والمقصود هنا بالطبع التصفية الجسدية لأن الاغتيال المعنوي يطول كل من يقف مع الحق والحقيقة في مصر منذ ثلاثة عقود وحتي اليوم0 إلي جانب كل من يتصدون لهذا الإرهاب ويعملون لحماية شعبهم من أخطاره. ومع ذلك كان محمود فهمي النقراشي هو وزير الداخلية الوحيد الذي نجح الإرهاب في إنجاز هدف اغتياله عام1948, بينما فشلت العمليات التالية التي بدأت بعد انقطاع استمر نحو أربعة عقود واستخدمت فيها ثلاثة أساليب هي إطلاق الرصاص, والتفجير من خلال عملية انتحارية, وتفخيخ سيارة وتفجيرها عبر آلية التحكم فيها عن بعد. ورغم أن الأسلوب الأول نجح في اغتيال النقراشي الذي تخفي قاتله في زي ضابط شرطة وأطلق الرصاص عليه, فقد أخفق في قتل حسن أبو باشا الذي تعرضت سيارته لوابل من النيران في مايو1987 في عملية ألحقت به إصابات خطيرة. وكانت هذه هي نهابة استخدام الأسلوب الأول في محاولة اغتيال وزراء الداخلية, رغم وجود معلومات تفيد أن رفعت المحجوب الذي اغتيل بالرصاص في أكتوبر1990 لم يكن هو المستهدف بل وزير الداخلية حينئذ عبد الحليم موسي0 وكان سلفه زكي بدر قد نجا من عملية استهدفت اغتياله في ديسمبر1989 باستخدام الأسلوب الثاني, وهو التفجير الانتحاري حيث فشلت عملية تفجير سيارة مفخخة يقودها أحد أعضاء الجماعة الإسلامية خلال مرور موكبه عند كوبري الفردوس. ورغم نجاح عملية تفجير انتحاري أخري قام بها عضو في إحدي مجموعات تنظيم الجهاد عام1993 في استهداف سيارة حسن الألفي, فقد نجا من الموت ولكنه تعرض إلي إصابات خطيرة. ويبدو من المعطيات القليلة المتوافرة أن محاولة اغتيال محمد إبراهيم الخميس الماضي هي الثالثة التي تستهدف وزير داخلية باستخدام هذا الأسلوب0 وأهم هذه المعطيات وجود أشلاء شخص قد يكون هو الانتحاري الذي نفذ العملية, وبيان الجماعة التي أعلنت مسئوليتها عنها وقالت ان أسدا من أعضائها هو المنفذ0 واذا تأكد ذلك فهو يعني أن الأسلوب الثالث( تفخيخ سيارة وتفجيرها عن بعد) لم يتم استخدامه لاغتيال وزراء الداخلية0فالمرة الوحيدة التي استخدم فيها كانت قرب نهاية موجة الإرهاب السابقة في محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء الأسبق عاطف صدقي في نوفمبر.1993 لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد