السفير جمال الدين البيومي أمين عام المشاركة الأوروبية بوزارة التعاون الدولي ومساعد وزير الخارجية الأسبق اكد أنه ليس لدينا ازمة اقتصادية ولكن نحن امام ازمة سياسية عارمة. وهي اننا الي الان لم نقرر شكل الاقتصاد الذي نتمني ان نري مصر به ونسير عليه, وقال ان القطاع الخاص يزيد من دعم الاقتصاد المصري وينعشه, وأشار إلي ضرورة تجميد الاجور, وترك كل من ينتج ينتج, وقال بيومي ان اكبر خطأ حدث منذ ثورة25 يناير هو قرار الرئيس السابق محمد مرسي برفع الاجور15%, واضاف ان دعوة اشتون الي انعقاد الاتحاد الاوروبي كانت لبحث الامور داخل مصر وليس لعقابها. كيف تري الوضع الاقتصادي في مصر الآن؟ الوضع الاقتصادي انظر اليه من زوايتين, الزواية الاولي علي المدي الطويل هي شكل الاقتصاد المصري ككل, وزاوية المدي القصير هي والازمة الاقتصادية التي نمر بها, والمؤكد أن مصر تمتلك اكبر اقتصاد في شمال افريقيا واقتصاد مصر اكبر من المغرب وتونس والجزائر وليبيا, وعلي المستوي العربي نحن ثالث او ثاني اكبر اقتصاد في العالم العربي, ونأتي بعد السعودية والامارات في مستوي الناتج القومي المحلي, ونزيد علي الامارات لو حسبنا الناتج القومي بمعيار البنك الدولي, ومصر تتفوق علي الاقتصاديات الخليجية ب47% منه, يعتمد علي خدمات صناعة, زراعة, بترول, قناة السويس, سياحة, مصريون يعيشون في الخارج, اكبر انهار العالم, طاقة شمسية نقدر نستغلها, وطاقة كهربائية مهولة, بلد بطبيعته منفتح علي الاسواق, وكما ان النسيج المصري واحد, كل هذه عناصر قوة, اذن هذا اقتصاد يمثل الة كبيرة تستطيع اذا اراد الله ان تسير, ونأتي للفترة القصيرة نجد ان بعض الناس منزعجون غير متفائلين, هناك ازمة مالية فيها اعصار وضيق مالي مؤقت ويزيد ويتفاقم, ونجد ان كتاب رئيس الوزراء حازم البيلاوي( اربعة شهور في قفص الحكومة) قال فيه تعبيرا اعجبني وهو ان الحكومة المصرية في السنوات الاخيرة ادمنت الاقتراض من الداخل, وعندما يكون الايرادات اقل من المصروفات, اذن سيكون هناك سبيلان للحل, اما ان نطبع نقودا وهذا جريمة كبري تنعكس علي الاسعار والتضخم او نقترض من السوق, الاسهل الاقتراض من القطاع المصرفي, خاصة ان60% من القطاع المصرفي قطاع عام, نعم تم حل المشكلة ولكن ادمنا الاقتراض, وصار حجم الاقتراض بالنسبة للناتج القومي مبالغا فيه, واقصد الاقتراض الداخلي وليس الخارجي, لان الاقتراض الخارجي صار معقولا ويمكن سداده, بينما الاقتراض الداخلي دخل الي مراحل اكبر من قدرتنا, لدرجة ان الموازنة المتجهة لاوروبا يتم ارسالها علي مراحل جزء لسداد الديون, وأصبح الاقتراض لا يصرف علي نمو اقتصادي, انما اقتراض لسد اقتراض, والبند الثاني اننا ندفع دعما فصار الدعم يستوعب اكثر من ربع الموازنة, والبند الثالث اجور ورواتب. هل مصر متجهة نحو ازمة اقتصادية أكبر؟ ممكن ان نتجه الي ازمة لو استمررنا علي هذه الحال, وهي اقتصاد الخدمات47% من اقتصادنا قائم علي السياحة وقناة السويس والخدمات الاطباء والمهندسين, والجالية المصرية الموجودة بالخارج والتي تحول الي مصر18 مليار جنيه, والحالة التي بها مصر مؤثرة علي كل هذا, في وقت معظم المواطنين يطالبون فيه بزيادة الاجور, ولكن لن تتم زيادة الاجور دون زيادة الانتاج, والمانيا بعد انهيارها بعد الحرب العالمية الثانية استطاعت ان تفعل شيئين ومصر تفعل عكسهما, الاول ان نقابات العمال والاتحادات المهنية قررت تجميد اجورها طوال فترة الازمة, وهذا ادي الي تراجع الاسعار, واكبر خطأ حدث منذ ثورة25 يناير هو عندما قرر الرئيس السابق محمد مرسي رفع الاجور15%, والشيء الثاني الذي يجب ان يكون موجودا ونفعل عكسه, من المفروض ان نترك كل منتج ينتج علي الارض يستمر في الانتاج كيف يمكن دعم الاقتصاد المصري في ظل الاوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد ؟ شيئان لابد من فعلهما: أولا تجميد الاجور, ثانيا ترك كل من ينتج ينتج دون توقف, نحن ليس لدينا ازمة اقتصادية, نحن امام ازمة سياسية عارمة وهي اننا الي الان لم نقرر شكل الاقتصاد التي نتمني ان نري مصر به ونسير عليه, كما نجد ان الحكومة استردت عمر افندي ولكن ماذا فعلت, هل المفروض ان تبيع الحكومة جوارب ام تترك بيعه للقطاع الخاص, نجد ان دور العرض السينمائي لم يكن مثلما كانت سابقا. مصر الآن في حالة عدم استقرار اقتصادي.. فما هو دور اتحاد المستثمرين العرب في دعم ومساندة الشعب المصري؟ دورنا ان يقوم الاتحاد كإحدي مؤسسات العمل العربي المشترك لترويج الاستثمار العربي البيني, والدفاع عن وجهات نظر المستثمرين, وننقل الاخبار والمعلومات والبيانات بين مختلف المستثمرين عن ظروف ومناخ الاستثمار في البلدان العربية, والدفاع عن وجهات النظر الحكومية والاهلية ونوفق بين الاطراف في اجتماعات جامعة الدول العربية, وانا شخصيا اؤيد ان العمل العربي المشترك لا يحتاج الي افيال بيضاء, ولكن لابد ان نبحث عن اعناق الزجاجات التي تمنع انسياب هذا العمل, واتحاد المستثمرين العرب له دوران اساسيان فنحن اولا فرقة اطفاء, فهناك دائما حرائق اي( مشكلات) تقابل الاستثمار, فنحن نفتي للديار في هذه المشكلات, ونعطي الخبرة التي تؤدي الي تخطي الكثير من المشكلات, ونحن دائما بحاجة إلي مفت لقواعد المنشأ والملكية الفكرية ومثل هذه الاشياء, والجامعة العربية في الحقيقة تسعي الي تعميق الخبرات سواء للجهاز الجامعة العربية نفسه او المستثمرين, وهذا عمل نسميه في الاقتصاد بجهاز الاطفاء, وهناك جهاز اخر يوفق بين الناس, وهو يبحث ايضا في طلبات الاسواق, ويبحث عن الفائض عند المستثمرين في رأس ماله, ويبحث ايضا عن فرصة استثمارية جيدة, ويساعد هيئة الاستثمار المصرية وهيئات الاستثمار في البلدان العربية ويكون اتحادات عريبة مشتركة, مثل اتحاد الالومنيوم في العالم العربي, ويقوم الاتحاد ايضا بالمشاركة في وضع قواعد وقوانين ونظم تسهل التجارة العربية والاستثمار. ثمة مخاوف من ان يلجأ الاتحاد الاوروبي لاستخدام السلاح الاقتصادي في الضغط علي مصر لدفعها لاتخاذ قرارات سياسية بعينها.. فما السبيل لتخفيف هذه المخاوف او مواجهة التصرفات الأوروبية؟ هذا الكلام خاطئ لانه اذا جاء بعض السياسيين او بعض وسائل الاعلام او جون ماكين وهددك, هل هذا الذي يؤثر ام لو كان هناك كلام فعلي من مؤسسة الرئاسة الامريكية, فهل سمعنا تهديدات من وزير خارجية امريكا او اشتون عند زيارتها لمصر؟ لا, ثم ان البيان الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية الاوروبين, انجد ان النقطة الاخيرة في البيان تنص علي انه سيظل الاتحاد الاوروبي علي استعداد لمساندة جهود التنمية في مصر, فأين التهديد في هذا, ليس لدي خبر رسمي لتهديد او تلويح بتهديد, ولكن ماذا نحن فاعلون في حالة وجود تهديد, ماقيمة المبلغ الذي يخيفنا من المساعدات الاوروبية أو الامريكية الف وسبعمائة مليون تمثل6 في الالف من الناتج القومي المصري وهذه قيمة لا تخيفنا في شيء. كيف تقرأ قيام تركيا بتعليق بعض الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع مصر في مجالات مختلفة والبالغ عددها72 اتفاقية وقعت اثناء زيارة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الي مصر في العام الماضي؟ قرأتها بسخرية, أولا تركيا عضو في حلف الاطلنطي, ودولة تترك بكل السبل باب للاتحاد الاوروبي لكي تكون عضوا في الاتحاد الاوروبي, واظن ان الاتحاد في الاغلب لن يمكنها من العضوية, الاتحاد الاوروبي لن يسمح بدولة مسلمة ان تكون عضو فيه, وتركيا له تعاون عسكري استراتيجي مع اسرائيل, وهي ثالث دولة في العالم اعترفت باسرائيل, واول دولة اعترفت بأنفصال مصر عن سوريا عام1961, وهي محتلة اراضي عربية لانها تحتل شمال سوريا, ومن متي تركيا صديق عزيز علينا؟, وفي عام1952 بعد الثورة سفير تركيا تبجح علي الرئيس جمال عبد الناصر في الاوبرا, وكان محمود فوزي وزير الخارجية في ذلك الوقت وقرر بأن السفير التركي شخص غير مرغوب فيه واعطاه مهلة ساعة لكي يغادر مصر, ومصر قطعت علاقاتها بتركيا ايضا سنة1971 أيام الانفصال السوري. هل هناك امكان لاتخاذ مصر ردا علي هذه القرارات؟ انا ضد التصعيد, ونحن لدينا كرامة وطنية لذلك انا ضد من يرضي كبرياء الشارع المصري بتوجيه السباب لامريكا, وليس التصعيد دائما الحال الامثل, ولو كانت القصة قطع علاقات, كان ممكن كل نصف ساعة نقطع علاقات مع دولة. كيف تقرأ انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي التي اعتبرها الكثير وسيلة للضغط الامني والسياسي علي مصر؟ مجلس الامن كان يستطيع ان يجتمع كوسيلة للضغط الامني والسياسي علي مصر, وهذا أسوأ السيناريوهات اذا اجتمع تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة, اذا كان الاجتماع عقد تحت الفصل السابع فهذا فصل العقوبات, ولم يحدث ذلك, اذن لم يكن التفكير في معاقبة مصر, وبعد الخروج من اجتماع وزراء الخارجية, صرح متحدث رسمي, وقال ان التفكير في حصار مصر او معاقبتها او تجميد العلاقات لم يكن مطروحا من الاصل, فمجلس الامن لم يجتمع بالبند السابع ولا البند السادس وهو بند اتخاذ قرارات, ولكن اجتمع للتشاور في جلسة مغلقة, وخرج من الجلسة يناشد كل الاطراف في مصر ان تنبذ العنف, وتتجهه نحو خارطة الطريق والديمقراطية وحقوق الانسان. وما تفسيرك لدعوة كاترين اشتون الي انعقاد الاتحاد الاوروبي لاتخاذ قرار حيال الاحداث في مصر ؟ كان هناك اجتماعان, اجتماع السفراء الممثلين للدول في بروكسيل, وخرجوا وقالوا اننا لم نبحث اي عقاب لمصر, واشتون لم تقترح هذا, ودعوة اشتون لعقاب مصر خبر كاذب, ولكن دعوتها كانت لبحث الامور داخل مصر, لان مصر شريك عزيز عليهم وارادوا الاطمئنان عن احوال مصر, و كانت الدعوة لبحث الامور داخل مصر ومساعداتها, ولم يحصل ان الاتحاد الاوروبي في اي مرحلة قرر ان يضغط علي مصر اقتصاديا, ولكن علي المستوي الثنائي الدنمارك وقفت المساعدات وقيمة المساعدات4 ملايين دولار.