واصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس في أوروبا جهوده الدبلوماسية للحصول علي التأييد لتوجيه الضربة العسكرية الي سوريا المتهمة باستخدام أسلحة كيميائية, وذلك غداة تأكيد واشنطن وباريس أنهما تحصلان علي دعم متزايد لهذه الخطة. وذلك قبل تصويت الكونجرس الأمريكي المرتقب, ونشر تقرير الأممالمتحدة حول استخدام أسلحة كيميائية في هجوم وقع في ريف دمشق في21 أغسطس الماضي, فيما تواصلت المعارك بين مقاتلي المعارضة المسلحة والجيش السوري. وفي هذا السياق, التقي كيري في باريس وزير الخارجية نبيل فهمي ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل, والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية.وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية, في بيان صحفي أمس, إن لقاء فهمي وكيري تناول مستجدات الأزمة السورية في ضوء التصعيد الميداني والدولي الأخير. ويعود كيري الي واشنطن اليوم بعد توقف في لندن للقاء وزير الخارجية البريطاني وليام هيج.وكان كيري قد أكد في مؤتمر صحفي في باريس أمس الأول مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس تصميمه علي معاقبة النظام السوري عسكريا لافتا الي أن هناك عددا من الدول المستعدة للمشاركة في عمل عسكري. ومن جهتها, حذرت السويد وبولندا من أي ردود فعل انفعالية في النزاع في سوريا, واعتبرتا أن أي جهد دولي سيتطلب التزاما للعقود المقبلة. وفي الوقت نفسه يقوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة إلي موسكو.وفي فيينا أكد وزير الدفاع النمساوي جرهارد كلوج استعداد بلاده التام المشاركه في بعثة أممية من أجل إقرار السلام في سوريا ومحاولة التخلص من الأسلحة الكيميائية. وأفادت صحيفة لوس انجليس تايمز أمس أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون تحضر لضربات أقوي ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر لثلاثة أيام.ونقلت الصحيفة عن مسئولين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حاليا لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية علي أهداف قد تكون أخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الأولي. وقال مسئولان عسكريان للصحيفة إن البيت الابيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل عدة اهداف إضافية مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم حوالي50 هدفا. وعلي صعيد آخر, استولي مسلحو المعارضة السورية علي مدينة معلولا المسيحية في شمال دمشق حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان و سكان المدينة.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس دخلت قوات النظام الي المدينة الليلة قبل الماضية, لكنها عاودت الانسحاب جراء دخول أعداد كبيرة من مقاتلي الكتائب المقاتلة, إلي البلدة, والتي سيطرت عليها بشكل كامل. يأتي ذلك في وقت, استنفرت فيه قيادة أركان الجيش السوري الحر طاقاتها لإعداد خطط من أجل استغلال الي أقصي حد لأي ضربة عسكرية غربية محتملة علي النظام, بحسب ما صرح المستشار السياسي والاعلامي للجيش الحر لؤي مقداد.وقال مقداد, نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الاركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات علي الجبهات, وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة, ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الي اقصي حد. وأضاف نعتقد ان الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة علي الانشقاق وستضعضع قوات النظاموأشار إلي اتفاق بين هيئة الاركان وبعض الجهات الدولية علي ان يتم ابلاغنا قبل وقت قصير من بدء الضربة العسكرية باهدافها, لنوزع هذه المعلومات علي مسؤولي المجالس العسكرية في المناطق فتساعدهم علي استغلال هذه الضربات الي اقصي حد. ومن جهة أخري, عرضت شبكة التلفزيون الامريكية سي إن إن أمس شريط فيديو لجثث ضحايا كهول وأطفال قالت إنهم ضحايا هجمات بالسلاح الكيميائي بسوريا كانت عرضت علي نواب امريكيين.وعرضت السلطات الفرنسية التسجيلات نفسها للجمهور الفرنسي. بينما أدانت الدول التسع الأعضاء في التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا ألبا التكتل الإقليمي الذي أسسته فنزويلا وكوبا احتمال حصول تدخل عسكري في سوريا وأعلنت إرسال مساعدات إنسانية الي اللاجئين السوريين في لبنان. وفي هذه الأثناء, صرحت مسئولة بوزارة الطوارئ الروسية أمس بأن الوزارة أرسلت طائرة إلي سورية لنقل مواطني روسيا وعدد آخر من الدول الراغبين في مغادرة سوريا. وفي عمان, كشف مصدر حكومي أردني أمس أن بلاده رفعت حجم مخزونها من الأتروبين, الذي يستخدم في علاج التسمم الكيماوي, الناجم عن غاز السارين, من200 ألف حقنة إلي نصف مليون. وأشار المصدر الي أن حوالي200 شخص من كوادر وزارة الصحة تدربوا للتعامل مع الغاز الكيماوي السارين وتجهزوا للانتقال إلي مناطق الشمال والوسط في حال حدوث أي طارئ يستدعي ذلك. كما لفت المصدر إلي إنشاء غرفة طوارئ وعمليات مركزية وتأهيل وتجهيز مستشفيات الشمال والوسط كافة, تحسبا لأي طارئ. في حين حذرت إيران الاتحاد الأوروبي من تأييد ضربة عسكرية محتملة تقوم بها الولاياتالمتحدة ضد النظام السوري.وفي إشارة إلي بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الأول, قال علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني إن هناك حقل ألغام في الانتظار.وأضاف أن الأمريكيين ليسوا علي دراية بأن بداية هذه الأزمة تبدو بسيطة لكن نهايتها يمكن أن تكون جحيمية. وتابع لاريجاني حديثه قائلا إن الحرب في سورية يمكن أن تؤدي إلي أرض محروقة في المنطقة ولن يتمكن الاتحاد الاوروبي من إطفاء هذه النيران.