البومة وبيضة النسر باضت البومة ثلاث بيضات.. وأثناء غيبتها عن عشها كان حيوان ابن عرس( عرسة) يتسلل إلي العش ويأكل البيض. وعندما اكتشفت البومة أنها فقدت بيضتين, طارت غاضبة إلي عش النسر تشكو إليه المعتدي. لم يشأ النسر أن يزعج نفسه بمشكلة البومة الصغيرة, فقال لها في ضيق: إنني مشغول جدا.. واجب الأم أن تعتني ببيتها, وعليك أن تحرسي بيضك جيدا ز. : ز لأنك ملك الطيور, فأرجو ألا تستصغر شأني.. الأمر التافه الذي لا يحل حلا مناسبا, يمكن أن يسبب يوما كارثة كبيرة.. لكن النسر تجاهل أقوال البومة. عادت البومة حزينة إلي عشها, وجلست تترصد اقتراب ابن عرس وقد أمسكت بين مخالبها شوكة مسننة.. اقترب ابن عرس متلصصا ليأكل بيضة البومة الثالثة والأخيرة, فانقضت عليه وطعنت وجهه بالشوكة, فانفجر صائحا وراح يتخبط كالمجنون من شدة الألم.. وسط هذا التخبط والصياح, اندفع يجري فاصطدم بوجه أسد. هب الأسد من نومه مذعورا وقد تصور أن هناك من يهاجمه, فضرب بمخالبه فهدا كان يسير آمنا بجواره... امتلأ الفهد بالرعب والذعر وقد تصور أن الأسد سيقضي عليه, فقفز إلي أقرب شجرة يتسلقها, وكلما ارتفع زئير الأسد تسلق صاعدا إلي قمة الشجرة. وبغير أن يتنبه, ضرب الفهد بمخالبه عش النسر فحطمه وسقطت البيضة التي به فتحطمت فانطلقت من النسر صيحة غضب عالية وهو يصرخ: لماذا حطمت البيضة الوحيدة التي لا أضع غيرها خلال السنة ؟! ز : ز لي أيها النسر, فبينما كنت أسير مطمئنا اندفع الأسد نحوي يريد أن يفتك بي, فاضطررت أن أهرب منه إلي قمة هذه الشجرة. انطلق النسر ليشكو إلي الأسد, فقال له الأسد مهدئا: أيها النسر الحكيم, لا توجه اللوم إلي... الغلطة كلها غلطة ابن عرس.. أسرع النسر إلي ابن عرس ليعاتبه أو يعاقبه.. قال ابن عرس مرعوبا: ز.. بشوكة فقفزت وصدمت وجه الأسد عن غير قصد.. هكذا اضطر النسر أن يعود أخيرا إلي البومة.. قالت له البومة محتجة: لجأت إليك أيها النسر قبل أن يحدث شيء من كل هذا, وكان عليك أن لا تستصغر شكواي, فهل من العدل أنه عندما يأكل ابن عرس بيضي يكون الأمر تافها, لكن عندما يحطم الفهد بيضتك يكون الأمر خطيرا ؟!.. قلت لك إن الأمور التافهة التي نتركها بغير حل, كثيرا ما تتسبب في وقوع أكبر الكوارث, فلماذا تلومنني الآن ؟!