قلوب معلقة بالأمل في الشفاء وأخري حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب وثالثة تتألم في صمت لانها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها و مثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة... حكايات عجيبة تدمي القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان و لكنها في النهاية ليست بعيدة, فهي جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة أمل.. حكاية ألم بين الفقر والسرطان لم تكن حياة أمل وردية منذ بدايتها ولكن الشقاء كتبه القدر عنوانا لحياتها فقد ماتت والدتها وتركت لها أخا صغيرا لا يتجاوز عمره عامين لتربيه حتي يصل للمرحلة الثانوية أما زوجها فهو مريض بشلل الأطفال ولكنه لم يستسلم مطلقا لعجزه فقد كان ولا يزال يعمل خطاطا في المنزل لمن يريد عمل لوحة أو ما شابه ذلك وكان سعيدا بما يكسبه من جنيهات قليلة ينفق بها علي أطفاله الثلاثة ورغم انه يعيش في منزل من منازل الأوقاف والآثار الآيلة للسقوط حجرتين احدهما بسقف والأخري بدون سقف إلا أن أمل وزوجها راضون بما قسمه الله رغم كل الظروف ولكن الرياح تأتي غالبا بما لا تشتهي السفن فقد أصيبت أمل بسرطان الغدد أصاب الرقبة ثم تبعتها الإصابة بسرطان الرحم و رغم أن الدولة توفر علاج الأورام السرطانية مجانا إلا أن هناك أدوية لمريض السرطان يحتاجها لإتمام علاجه ولكنها غالية الثمن ولا توفرها أو تكفلها قرارات العلاج علي نفقة الدولة. فقد حصلت أمل علي24 جرعة علاج كيميائي ولكنها لم تشف بعد وحاولت البحث عن سبيل لتشتري ما يحتاجه جسدها الذي أصابه الوهن ليتم شفاؤها ولكنها لم تحصل إلا علي علبتين فقط وهي كمية غير كافية بالمرة مقارنة بعدد الجرعات وحجم الأورام التي تعانيها وهي لا تزال تنتظر قلبا رحيما يستجيب لها لشراء باقي الأدوية ليتم شفائها. 12 ألف جنيه تعيد سيد للعمل والحياة جاءتني زوجته تبكي وتستغيث ولا تعرف من اين لها بمبلغ12 ألف جنيه هي ثمن الادوية اللازمة لزوجها حتي يعود للعمل والحياة من جديد وبدات تقاوم دموعها وبانفاس متقطعة اخذت تحكي قصة زوجها الذي يعاني من صدفية مذمنة تؤدي الي تاكل العظام اضافة الي الروماتويد ولكنه مع كل هذا المرض كان يعمل سائقا ويرعي والدته المريضة ودخله القليل يكفيه ورغم ما تسببه له علاج الصدفية في عدم الانجاب الا ان اطفال الجيران كانوا يعطون له احساس الابوة المفقود فهو يلاعبهم ويشتري لهم من الحلوي ما يكفله له دخله المحدود ولكن جاء احد الاطفال وضربه علي عينه اثناء اللعب لتصيب قرنية العين بشرخ ادي فيما بعد الي تاكل في القرنية. واخذ عم سيد هذا البائس في البحث عن طريقة للعلاج ولكن تداعيات مرض الروماتويد الذي يسبب هو الاخر تشوهات وتاكل في العظام حالت دون الشفاء واصبح في حاجة الي حقن بيولوجية تتكلف12 الف جنيه حتي يهدأ الوماتويد لتلتأم العين ويعود لعمله كسائق من جديد. ورغم ان اخوة سيد يحاولون مساعدته الا انهم من محدودي الدخل ولا يستطيعون توفير سوي ثمن القطرات والدهانات فقط اما ثمن الحقن فهو اكبر من قدراتهم المادية. اخيرا اصبح سيد بلا عمل محاطا بالمرض وبلا ولد يستند اليه ليكمل مشوار الحياة القاسي.