كعادتها تبقي صناعة النقل الجوي هي الأكثر تأثرا بالأوضاع السياسية التي تشهدها البلاد خاصة مع تزايد وتيرة العنف في الشارع المصري منذ فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة وماتلاها من أحداث وفرض حظر التجوال. آثار هذه الأحداث إنعكست بالتأكيد سلبا علي الحركة الجوية والسياحية إلي مصر وشهدت المطارات المصرية وفي مقدمتها مطار القاهرة حالة من الاستنفار الأمني وإعلان حالة الطوارئ بها لمواجهة تداعيات الأحداث وتم تشكيل غرف عمليات لإدارة الأزمة إلي جانب فرق عمل من مختلف الجهات لمتابعة سير الاحداث. فعلي مستوي وزارة الطيران عقد وزير الطيران المهندس عبد العزيز فاضل لقاءات عديدة بقيادات السلطات والاجهزة العاملة بمطار القاهرة والمطارات المصرية لوضع خطة يومية للتعامل مع مستجدات الاحداث اولا باول كما قام بزيارات ميدانية يومية للمطار للوقوف علي سير العمل. وبالنسبة للجانب الأمني قام الوزير بالتنسيق مع مدير أمن المطار اللواء علاء علي حول الخطة الأمنية للطوارئ التي تم وضعها, بالتعاون مع قوات الجيش التي قامت مدرعاتها بالتواجد في مداخل الطرق المؤدية إلي المطارات وفي مقدمتها مطار القاهرة وعمل كمائن مرورية علي كل المداخل والمخارج, بخلاف التأمين الكامل للمراكز الحيوية كبرج المراقبة الجوية ومركز الملاحة والعمليات الجوية ومواقف انتظار السيارات وصالة المودعين والمستقبلين هو الامر الذي ادي إلي حالة من الطمأنينة لدي القادمين إلي المطار, وأضاف انه تم التنسيق مع الأجهزة المعنية للدولة بالسماح للمسافرين والقادمين بالتحرك أثناء ساعات الحظر مع إبراز جواز السفر وتذكرة الطائرة عند نقاط التفتيش المنتشرة بالطرق مشيرا إلي أن المجال الجوي المصري لم يتوقف علي مدي هذه الأيام. أما الشركة الوطنية مصر للطيران فقد سعت كما يقول رئيسها الطيار حسام كمال إلي تقليل حدة تداعيات الأحداث علي حركة الركاب وإنتظام الرحلات, وذلك بتوفير أماكن لإقامة الأطقم الطائرة بالفنادق القريبة من المطار حتي لاتتأثر بفترات الحظر أو التظاهرات مع تشديد الاجراءات الأمنية من جانب أمن مصر للطيران بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الاخري لتأمين الرحلات ونوه كمال إلي أن الشركة قررت إعفاء الركاب من غرامة التأخير أو أي رسوم في حالات التخلف عن المواعيد بسبب صعوبه المرور للطرق المؤديه للمطار. وأشار كمال إلي عمل غرفة العمليات علي مدار ال24 ساعة دون توقف بالإضافة إلي الخط الساخن للشركة لمتابعة الموقف في الوقت الذي شهدت فيه رحلات الشركة إنتظاما تاما إلي مختلف دول العالم رغم تكثيف موسم عودة المعتمرين من الأراضي المقدسة. من ناحيته أكد اللواء جاد الكريم نصر رئيس الشركة المصرية للمطارات انتظام الحركة بالمطارات الداخلية وفقا لجداول التشغيل المعدة مسبقا. وأكد اللواء جاد أن جميع المطارات المصرية مؤمنة تماما من الناحية الأمنية بالتنسيق بين الشرطة والقوات المسلحة, بخلاف التأمين الكامل للمباني والمراكز الحيوية بالمطارات وتم تشكيل غرفة عمليات من كافة الجهات العاملة بالمطار لمتابعة الموقف وعلي المستوي الميداني شهدت صالات السفر بمطار القاهرة إزدحاما شديدا خاصة في الفترة المسائية بسبب إضطرار الركاب للتوجه إلي المطار في وقت مبكر بسبب حظر التجوال وهو ما مثل ضغطا علي السلطات.واستوعب هذا الإزدحام الجهود التي قامت بها شركة ميناء القاهرة الجوي بقيادة الدكتور محمود عصمت رئيس الشركة بالتعاون مع شركات الطيران بالبدء مبكرا في إجراءات إنهاء السفر وتكثيف نوبات العاملين داخل صالات السفر والوصول والتنسيق مع كل شركات الطيران وباقي السلطات العاملة بالمطار. في الوقت الذي شهدت فيه مطار القاهرة تكثيفا واضحا في رجال الجوازات بقيادة اللواء مجدي السمان مدير الجوازات وكذلك الجمارك بقيادة أحمد حسن لتسهيل إجراء الإجراءات وعدم حدوث تكدس داخل الصالات خاصة في السفر. لقد شهدت الأيام الماضية مجهودا واضحا من العاملين بالطيران المدني يستحق كل التقدير واستطاعت منظومة الطيران المرور حتي الان لعبور بأمان من مأزق حظر التجوال وإستمرار المظاهرات وقطع الطرق.. نأمل أن تستقر الاوضاع للحد من تداعيات هذه الاحداث علي صناعة النقل الجوي التي ما أن تحاول التعافي حتي تشهد تحديا جديدا مطلوبا العبور منه بسلام!