في محاولة لإرباك المشهد السياسي وزيادته تعقيدا حاولت جماعة الاخوان شل الحركة المرورية بعدة مناطق بالقاهرة أمس من خلال عدد من المسيرات المتوجهة إلي ميدان رابعة العدوية ووصلت ذروة تحدي الجماعة للنظام العام بقطع طريق صلاح سالم ومنع الموظفين من دخول الجهاز المركزي للمحاسبات ووزارة القوي العاملة, حيث انصرف الموظفون إلي منازلهم بعد فشلهم في دخول مقر عملهم. كما منع الاخوان المواطنين من دخول المصالح الحكومية بالمنطقة وحاول الاخوان أمس تنفيذ خطة محكمة لقطع الطرق في مناطق حيوية بوسط وقلب القاهرة والمحاور الرئيسية ومنها صلاح سالم وكباري القبة وأكتوبر والفنجري وشارع رمسيس والطريق الدائري, وميدان روكسي مما أدي إلي كثافة مرورية هائلة وشلل تام في تلك المحاور. ولانهاء العنف والفوضي وقطع الطرق من قبل عناصر الجماعة بدأت وزارة الداخلية حصارها صباح أمس لمحيط رابعة العدوية, من خلال نشر تشكيلات من الأمن المركزي والعمليات الخاصة حول مداخل ومخارج الميدان من جميع الاتجاهات, وتمركزت مجموعات قتالية في عدة ارتكازات أمنية لتفتيش الداخل والخارج من الميدان تحسبا لحملة أي أسلحة نارية أو بيضاء أو أي مواد متفجرة أو زجاجات مولوتوف وذلك منعا لإثارة العنف والشغب في البلاد. وأكد مصدر أمني ل الأهرام أن مجموعات قتالية ومدرعات للأمن المركزي ومصفحاته بدأت في اتخاذ التدابير اللازمة حول معتصمي رابعة من الاخوان والتيارات الإسلامية لفضه بالطرق السلمية من خلال الوجود الأمني في كل مكان ومنع أي سلاح أو عنف أو فوضي تضر بالقاطنين في تلك المناطق الحيوية. وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية لن تقبض علي أي من المعتصمين في الميدان أو تلاحقه أمنيا إلا من صدرت أوامر بضبطهم وإحضارهم من قبل النيابة العامة ومنهم بعض قيادات الاخوان وعلي رأسهم المرشد العام محمد بديع والقيادي محمد البلتاجي والمنضم اليهم صفوت حجازي. وأشار المصدر إلي أن قوات الأمن تتعامل بسياسة ضبط النفس وأن الحصار للموجودين قد يستمر عدة أيام إذا لم تحدث أي أعمال عنف أو شغب من المتظاهرين تجاه القوات المتمركزة حول مداخل ومخارج ميدان رابعة العدوية. وكان المتظاهرون قد بدأوا التوافد إلي رابعة منذ الصباح الباكر أمس وذلك للمشاركة في مليونية ليلة القدر, حيث قاموا برفع لافتات وهتافات تطالب باستعادة الشرعية وعودة الرئيس المعزول حاملين أعلام مصر, بينما جاب عدد من المسيرات داخل محيط الميدان التي ضمت عددا كبيرا من النساء والأطفال, وقامت اللجان الشعبية بتأمين مداخل ومخارج الميدان, تحسبا لأي محاولات للاعتداء عليهم من قبل البلطجية. وزاد المعتصمون من رقعة الميدان بكتل الخرسانة وأجولة الرمل, وخاصة بعد تحرك آليات عسكرية وشرطية ناحية الميدان أثناء صلاة التراويح قبيل الفجر وكانت قادمة من شارع النصر, حيث حاولت الآليات الاقتراب من الميدان, ثم عادت مرة أخري مما جعل الميدان في حالة استنفار عام, وظهرت قيادات من التيار الإسلامي علي المنصة الرئيسية, ومن أبرزهم الدكتور صلاح سلطان عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, والدكتور محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة لحث المتظاهرين علي الثبات في اماكنهم وعدم التحرك, لإفشال محاولات إخراجهم من الميدان. كما وضع المعتصمون كاميرا في طائرة صغيرة تعمل ب ريموت كنترول والتقطت صورا لميدان رابعة مما زاد المتظاهرين حماسا. ونظم المئات وقفة وسلسلة بشرية ضخمة بالمعادي أمام مبني المعونة الأمريكية بمنطقة المعادي الجديدة, استمرت ساعتين تردد هتافات منددة بالموقف الأمريكي. وتجمع عدد من الإخوان بعد صلاة الظهر في وقفة بميدان لبنان بحي المهندسين بالجيزة, ونظموا سلسلة بشرية, مطالبين بعودة الشرعية الدستورية, كما اتجه بعض المتظاهرين لميدان الألف مسكن بالقاهرة, بينما لم تظهر حتي ظهر أمس أية مسيرات في ميدان مصطفي محمود بالمهندسين في الجيزة. وفي خطوة منهما لتكذيب الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام بأن قيادات الإخوان تركت ميادين الاعتصام برابعة العدوية والنهضة خوفا من هجمات الداخلية, نزل الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والدكتور محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي للحزب بين صفوف المعتصمين في رابعة وقاما بمصافحتهم والشد من أزهم وحثهم علي الثبات. وقدم البلتاجي التحية للمرابطين عند بوابات تأمين الاعتصام, مشيرا إلي أنه لو ضربوا الرصاص علينا فإننا صامدون في الميادين, وأوصي المعتصمين بألا يستمعوا لأية إشاعات تطلق علي المواقع الاخبارية أو القنوات بأننا سنتنازل عن قضيتنا, مؤكدا أننا معتصمون وسنكمل المشوار حتي آخر قطرة في دمائنا. وعلي عكس الواقع نفي البلتاجي إجراء أي مفاوضات تحدث من رموز سياسية ودينية وحتي الوفود التي تأتي يوميا من دول أجنبية وإفريقية التي ستأتي علي مدار الأيام القادمة فلن تتنازل عن أي من مطالبنا الثابتة وهي عودة مرسي ومجلس الشوري والدستور. وعلي صعيد المبادرات السياسية لحل الأزمة كشف الشيخ محمد حسان, الداعية السلفي, أنه اجتمع ومعه عدد من الشيوخ بممثلين عن التحالف الوطني, الذين طالبوا أن ينقلوا للفريق أول عبد الفتاح السيسي, والمجلس الأعلي للقوات المسلحة ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين منذ30 يونيو وإسقاط جميع القضايا. وأوضح حسان أنه ذهب, ومعه وفد العلماء إضافة إلي الدكتور محمد مختار المهدي, رئيس الجمعيات الشرعية بمصر, والدكتور محمد أبو موسي, عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر, لمقابلة الفريق أول السيسي. وأضاف حسان, أنه اجتمع لمدة5 ساعات ومعه مجموعة من العلماء, مع قيادات من التحالف الوطني لدعم الشرعية, موضحا أنهم طالبوا العلماء بتحقيق مطلبين مهمين في الوقت الراهن, هما حقن الدماء, وعدم فض الاعتصامات بالقوة, كما طالبوا بتهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية معتبرين أنهم لو لم يحققوا في مهمتهم هذه إلا3 نقاط في الوقت الراهن فهذه نعمة كبيرة وهي حقن الدماء وعدم فض الاعتصام بالقوة والثانية تهيئة الأجواء لمصالحة حقيقية, والثالثة إن استطعتم أن تطلبوا من الفريق السيسي الإفراج عن جميع المعتقلين بعد30 يونيو وإسقاط جميع القضايا. وأكد الشيخ حسان أن الفريق السيسي وعددا من القيادات الإسلامية بعدم فض الاعتصامات بالقوة, مشيرا إلي أنه طالب بإعلان النتيجة في وسائل الإعلام. من جانبه قال شريف طه المتحدث الرسمي باسم حزب النور أن الحزب يبارك الجهود التي يقوم بها الشيخ محمد حسان من أجل المصالحة الوطنية.