في خطوات متسارعة, استقبلت القاهرة أمس عددا من المبعوثين في إطار جهود دولية مكثفة, تسعي لإيجاد حل سياسي للأزمة, تقودها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والإمارات, فيما أكدت جماعة الأخوان المسلمين ومؤيدوها للمبعوث الأمريكي وليام بيرنز, تمسكهم بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي. وقد استقبل الرئيس المؤقت عدلي منصور صباح أمس, بيرنز حيث جري استعراض تطورات الأوضاع المصرية والعلاقات الثنائية بين البلدين. من جانبه, أكد نائب رئيس الجمهورية الدكتور محمد البرادعي, أن إيجاد حل للأزمة السياسية الحالية يجب أن يتم بعيدا عن العنف, وفي إطار الحرص علي سلامة المصريين وحقنا لدمائهم, إلا أن ذلك يتعين أن يجري في إطار دستور وقانون يحافظان علي حقوق المصريين وعلي هوية مصر وتاريخها وثقافتها, كما أكد البرادعي في لقائه أمس بيرنز, أن من واجب الدولة القيام بكل ما يلزم للحفاظ علي الاستقرار وأمن وممتلكات المواطنين, علي نحو يسمح بعودة حركة الاقتصاد التي يتطلبها دفع التنمية وإيجاد الوظائف للمواطنين المصريين, وكان البرادعي قد استقبل أيضا بيرناندينو ليون مبعوث الاتحاد الأوروبي, وسيستقبل اليوم وزير الخارجية الإماراتية عبدالله بن زايد الذي وصل إلي القاهرة أمس. كما التقي بيرنز صباح أمس وفدا من التحالف الوطني المكون من الاخوان ومؤيديهم, بأحد فنادق القاهرة بناء علي دعوة منه. وقال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين, إن الوفد أعاد أمام بيرنز التأكيد علي هدف التحالف الوطني لاسترداد الشرعية للرئيس المنتخب, والدستور المستفتي عليه, ومجلس الشوري المنتخب, كما أكد في الوقت نفسه, استمرار الحراك الشعبي في الشارع لتحقيق ذلك. وقد قرر بيرنز تمديد زيارته إلي القاهرة يوما آخر حيث يلتقي اليوم كلا من الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء والفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي, أن وزير الخارجية نبيل فهمي أكد خلال استقباله أمس نائب وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز, وبرناندينو ليون مبعوث الاتحاد الأوروبي, التزام الحكومة بالعمل علي تحقيق المصالحة الوطنية بمشاركة جميع القوي السياسية دون إقصاء لأحد ماداموا قد التزموا بالنهج السلمي ونبذ العنف والبعد عن كل أعمال التحريض. وفي لندن, أعلن جون كيري وزير الخارجية الأمريكية أمس, أن الولاياتالمتحدة ودولا أخري تسعي لجمع الحكومة المؤقتة في مصر والإخوان المسلمين معا, لإيجاد حل سلمي للأزمة الحالية, وقال كيري قبيل اجتماع في لندن مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد, إن مصر بحاجة للعودة إلي الحياة الطبيعية من جديد واستعادة الاستقرار, وأننا نسعي بقوة مع آخرين لجمع الأطراف معا للبحث عن حل سلمي يدعم الديمقراطية ويحترم حقوق الجميع. وفي الوقت نفسه, قال وزير خارجية الإمارات, إن بلاده والولاياتالمتحدة ودولا أخري, تبذل قصاري جهدها لمنح الحكومة المصرية الدعم الذي تحتاجه ولكنها تشجع أيضا جميع الأطراف الأخري في إشارة إلي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي علي الوصول إلي موقف يمكنها من خلاله أن تتفاوض مع هذه الحكومة.