اشتد الكرب وتأزم الحال وتوالت عليك الهموم والأهوال.. ذقت ظلما أو فقدت عزيزا, أو عانيت قهرا وذلا, وغلقت في وجهك كل الأبواب.. فليس لك من أمل إذن إلا في نجدة تأتيك من رحيم رحمان.. وليس لك عزة إلا في الاحتماء برب الأكوان وليس لك نصر إلا من عنده كما قال في القرآن. فكيف إذن يصل صوتنا لمن يقدر علي إنقاذنا ؟؟ لن يصل إلا بالدعاء لن يرفع إلا بالاستغاثة ولن يجاب إلا لآكل وشارب الحلال... لن يستجاب لظالم, وإنما تقبل دعوة المظلوم من فوق سبع سماوات.. ثق بأنه لن يخذلك.. ولكن ربما يؤخرك لحكمة لا يعلمها سواه, ربما يختبر صبرنا ويقيس إيماننا, ثم يعطينا أفضل مما تمنيناه. لا تخجل من الوقوف ببابه والتذلل علي أعتابه ولا تمل الإلحاح فقد فعلها الأنبياء عليهم السلام... طلب يونس النجاة من ظلمات ثلاث فنجاه الله عندما ناجاه.. وطلب أيوب كشف البلاء فاستجاب ومدحه لأنه عبد صابر أواب... وطلب موسي أن يحلل عقدة لسانه فأتاه سؤله وأجاب له دعاءه. واستغاث به يوسف من كيد النساء.. وأعطي لزكريا ماتمني من الذرية. واستجاب لدعوة إبراهيم بأن تهوي قلوبنا إلي البيت الحرام. فادعوه.. ولا تقولوا إن تحقيق الأماني والمعجزات خاص بالأنبياء فقد قال تعالي وكذلك حقا علينا ننج المؤمنين. ادعوه وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لايستجيب من قلب لاه, ادعوه ولا تقولوا لم يستجب لي, فهذا اعتراض علي قضاء الله! ادعوه لأننا بشر ضعفاء لا نسأل بشرا مثلنا ولا نطلب مددا من سواه. اجعل الدعاء أخذا بالأسباب وتذليلا للعقبات ورفعا للمظالم وطمعا فيما عند الله من خيرات. ادعوه مستعينين بنصيحة نبينا عليه الصلاة والسلام: من كانت له حاجة إلي الله تعالي أو إلي أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين, ثم ليثن علي الله عز وجل وليصل علي النبي صلي الله عليه وسلم ثم ليقل:( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم, لا تدع لي ذنبا إلا غفرته, ولا هما إلا فرجته, ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين) ردد شكواك وبوح بأحلامك في سجودك.. وبعد صلاتك وفي الثلث الأخير من الليل.. وعند إفطارك بعد انقضاء يوم صيام, وعند ختم القرآن.. ادعه لإنك تدعو كريم لا يبخل ولا يضام وتدعو قادر علي فعل المستحيل فقط يقول للشيء كن فيكون.