اهتمت معظم دول العالم ووسائل إعلامها بالتصريحات التي أدلي بها وزير الخارجية الجديد نبيل فهمي فور توليه مهام منصبه.. خاصة ما يتعلق منها بالموقف المصري من الأوضاع في سوريا وأزمة سد النهضة الإثيوبي. تصريحات فهمي جاءت دقيقة مدروسة وواعية تعكس فهما وثقة ومنهجية في التفكير والإدارة خاصة وهو يحدد أولويات وزارته في مرحلة وصفها بأنها' الأدق في تاريخ مصر المعاصر'. فبكلمات منسوجة من حرير أوضح فهمي أن مصر مع الثورة السورية ومطالب شعبها وحقوقه المشروعة وأنه لا تفكير في إعادة العلاقات مع حكومة دمشق.. لكنه أكد في نفس الوقت أنه لا نية للجهاد في سوريا وأن مصر مع الوصول لحل سياسي للأزمة.. لينأي بذلك عن السياسة السابقة التي افتقدت الكياسة والحكمة والاعتدال!! بيد أن أهم وأخطر ما جاء في تصريحات نبيل فهمي في تقديري هو رسالة التحذير التي وجهها إلي إثيوبيا عندما طالبها بسرعة الاستجابة لدعوة عقد الاجتماعات الفنية المتعلقة بسد النهضة لبحث تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية حول مواصفات السد الفنية. فالمراقب لأزمة مياه النيل يلحظ بوضوح تعمد الجانب الإثيوبي إخفاء المعلومات حول السد واستغلال حالة السيولة التي نمر بها لسرعة تنفيذ أعمال البناء والتلكؤ في الاستجابة لعقد المحادثات الفنية المتعلقة بالسد رغم مرور أكثر من شهر علي الاتفاق علي ذلك خلال زيارة وزير الخارجية السابق كامل عمرو لإثيوبيا!! وقد أحسن فهمي عندما سارع بإجراء اتصال مع نظيره الإثيوبي وعندما أوفد مبعوثا له هناك للتعامل مع الأزمة بسرعة وجدية وحسم.. لقد آن الأوان للتعامل مع هذه الأمور بحرفية ومسئولية دون تهويل ولا تهوين ولا ضجيج ولا انفعال ودون تداخل غير منسق بين مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة.. وذلك أولي درجات النجاح التي تكسبنا ثقة بأنفسنا واحترام العالم لنا.. حتي ولو كنا لا نزال في المرحلة الانتقالية لبناء مؤسساتنا الدائمة!! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي