يبدو أن متاعب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لا تأتي فرادي!.. فبعدما أصيب بخيبة أمل في سوريا وأزاحه أنصاره من قيادة المعارضة السورية, فقد تم عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي بثورة شعبية ساندتها القوات المسلحة وسرعان ما تحولت المظاهرات الغاضبة من تقسيم إلي محاكاة تمرد المصرية.. وبالأمس تلقي أردوغان خبرا سيئا جديدا يتعلق بتراجع شعبية حزبه العدالة والتنمية في أحدث استطلاع للرأي, وتقدم أحزاب المعارضة, والشيء الذي يثير قلق أردوغان هو أن المعارضة أصبحت تتفوق مجتمعه عليه, فقد تراجع حزبه ب6% ليصل إلي44% فقط, وفي المقابل, فإن الحزب الجمهوري المعارض ارتفع إلي28.2%, وحزب الحركة القومية المعارض إلي16%, وهو ما يوفر نظريا في اللحظة الراهنة نسبة تأييد تفوق الحزب الحاكم بقيادة أردوغان. وبينما تهتز الأرض من تحت أقدام أردوغان, فإن رهانه الكبير علي تسوية القضية الكردية تتعرض هي الأخري لامتحان كبير, وباتت التسوية السلمية محل استفهام هائل, وذلك بالنظر إلي استئناف حزب العمال الكردستاني بعض عملياته العسكرية, ومطالبة الأخير لأردوغان الوفاء بتعهداته. ولا يبدو النموذج التركي الآن في أحسن حالاته, فلم تعد سياسة تصدير المشاكل لأحمد داود أوغلو محل إعجاب كما في السابق, بل باتت محل ارتياب بعدما كشفت تركيا عن أجندة خاصة لها, وذلك بالتدخل السافر في الشئون الداخلية لجيرانها, وذلك مثلما حدث في سوريا وتحاوله الآن مع مصر, إلا أن أردوغان في حالة تخبط, ويبدو الآن أنه لم يفقد حلم استعادة الدولة العثمانية في ثوب عصري, بل فقد حماس الأتراك أنفسهم الذين يبدون استياءهم من تورط بلادهم في المشاكل الداخلية للآخرين, وتنامي الكراهية لسياسات أنقرة, الأمر الذي سوف يلقي بتأثيره سواء علي السياحة إلي تركيا أو حركة الاستثمار والتجارة معها, والأخطر أن أردوغان بتخبطه هذا يغامر بتقويض جسور الثقة التي كانت تبني علي مهل ما بين تركيا والعالم العربي.. تري هل يفيق أردوغان قبل أن يدمر كل شيء؟ لمزيد من مقالات راى الاهرام