يتمتع الإسلام في النمسا بوضع متميز بفضل الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي منذ عهد القيصر فرانس يوسف الذي أصدر ما عرف ب قانون الإسلام عام1912 أي ما يزيد عن100 عام. لذلك نجد تدريس الدين الإسلامي في المدارس للطلبة المسلمين وهناك الهيئة الدينية الإسلامية ومعترف بها لدي السلطات النمساوية وكذلك المركز الإسلامي. ويبلغ عدد المسلمين في النمسا ما يزيد عن500 ألف نسمه يشكلون6% من إجمالي تعداد السكان ويعتبر الإسلام ثاني أكبر مجموعه دينيه بعد المجموعة المسيحية البروتستانتية وفقا لدراسة أجرتها الجمعية النمساوية للتفاهم الدولي كما يوجد بالنمسا حوالي87 مسجدا منها27 في العاصمة فيينا. لذلك نجد مظاهر الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية مثل الاحتفال بشهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحي تأخذ طابعا مميزا فتتعدد مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم فنجد المحلال والأسواق تقوم بعرض المنتجات الرمضانية التي يتميز بها الشهر الكريم مثل الياميش والبلح وقمر الدين, بالإضافة إلي تسابق المسلمين إلي إقامة موائد الرحمن من أجل التقرب إلي الله وزيادة الحب والمودة والرحمة بين أبناء الجاليات وتتحول المساجد إلي مراكز لتعليم الأبناء الصغار تعاليم دينهم وسماحة الإسلام وآدابه والتحلي بالأخلاق الكريمة وتشهد المساجد خلال شهر رمضان تجمعات لقراءة القرآن وأيضا التسابق في ختم القرآن والمواظبة علي الصلاة في جماعة وتتجلي أجمل وأحلي الصور خلال صلاة التراويح التي تشهد صورا تكاد تتحدث عن نفسها من حلاوتها وتناغمها. ونجد أن هناك مشاركة فعالة من جانب رجال السياسة وأعضاء الحكومة النمساوية وعلي رأسهم الدكتور هاينز فيشر رئيس جمهورية النمسا الذي يحظي بشعبية كبيرة لدي أوساط الجالية الإسلامية لانتهاجه سياسة معتدلة تجاه المسلمين مما كان له دور في تأييده في انتخابات الرئاسة النمساوية وفوزه بدوره رئاسية ثانية حيث تشارك الجالية الإسلامية والعربية في الحياة السياسية النمساوية وكان ذلك سببا مباشرا في فوز المهندس عمر الراوي في انتخابات البرلمان ليصبح هناك عضو عربي في برلمان فيينا ليكون صوتا عربيا وإسلاميا داخل البرلمان يعبر عن وجود الإسلام والمسلمين في المجتمع النمساوي.