نقطة نور

تجربة سابقة مع الإرهاب

رغم ممارسات العنف ومحاولات استعراض القوة, التي يقوم بها أنصار جماعة الاخوان! ورغم الاحتجاز شبه القسري لبضعة آلاف من الموالين للجماعة في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر,
والتهديد باستخدامهم في اقتحام مؤسسات الدولة والجيش! تسود المصريين حالة من التفاؤل والطمأنينة والثقة في ان ارادة الشعب سوف تنتصر وأن عجلة الزمان لن تعود الي الخلف, وان عمليات التضليل والخداع التي تصور ماحدث علي انه انقلاب عسكري وليس ثورة شعبية, سوف تنقشع لتظهر الحقيقة ساطعة, كما ان الذين يحلمون بعودة الجماعة الي الحكم واعادة تنصيب مرسي رئيسا للبلاد لن يحصدوا سوي الحصرم, لأن الجماعة والرئيس المعزول لم يتركا لأحد خارج العشيرة فرصة الصبر علي حكم فاشل.
وبرغم تحذيرات البعض من أن ضمور دور جماعة الإخوان في المستقبل القريب سوف يؤدي الي ظهور جماعات راديكالية من الاسلام السياسي اكثر تطرفا وميلا لاستخدام العنف, نشهد مقدماتها الآن في تنظيمات السلفية الجهادية التي تعشعش داخل سيناء, إلا أن تجربة الشعب المصري الذي خاض حربا ضروسا مع جماعات الارهاب استمرت18 عاما تؤكد, أن اعادة المحاولة سوف تفشل تماما, ليس فقط لان المصريين تضافروا علي هزيمة الارهاب, ولكن لانهم نجحوا في اجتثاث جذوره وفضح فساد افكاره, ويزيد من قوة هذا الاحتمال حرص الدولة علي عدم المساس بحق المصريين في حرية التعبير, ورفضها اللجوء الي سياسات الاعتقال والعقاب الجماعي واستبعاد أي من فرقاء الوطن. بل لعل الاقرب الي التصور, ان تسعي بعض تيارات الإسلام السياسي وبينها جماعة الإخوان الي مراجعة فكرها وتصحيح مناهجها في العمل, لعلها تنجح في استعادة بعض الثقة المفقودة ولو بعد حين, وما من شك ان الجماعة سوف تحفر قبرها بنفسها إذا تصورت أنها يمكن أن تجعل من سيناء رهينة لجماعات الإرهاب, أو تروع المصريين في الداخل لأن القانون يعتبر هذه الجرائم نوعا من الخيانة العظمي.
لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد