في محاولة لرأب الصدع المحتمل في العلاقات بين موسكو و واشنطن, أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة اكثر أهمية من المشاجرات حول قضية ادوارد سنودين المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الامريكية الذي طلب مؤخرا اللجوء المؤقت الي روسيا. وقال بوتين في تصريحات نقلتها وكالة ريا نوفوستي الروسية: برأيي إن العلاقات بين الدول أهم بكثير من المشاجرات المحيطة بعمل الأجهزة الأمنية, ولقد نبهنا سنودين إلي أن أي نشاط له يمكن أن يسيء للعلاقات الروسية الأمريكية غير مقبول. وأضاف بوتين لدينا اهدافنا الخاصة في تطوير العلاقات مع الولاياتالمتحدة, نحن دولة مستقلة ذات سياسة خارجية مستقلة. ولم يكشف بوتين عما إذا كانت روسيا ستمنح سنودين لجوءا مؤقتا, لكنه أكد علي أن سنودين يجب ان يوافق علي عدم الاقدام علي اي فعل يؤذي الولاياتالمتحدة.ومن جانبه, أكد المتحدث باسم الرئيس الروسي ديميتري بيسكوف أن الطلب للجوء المؤقت ليس له علاقة بالرئيس و إنما بجهاز الهجرة الفيدرالي. وردا علي سؤال حول الفرق بين الانشطة المناهضة للأمريكيين والدفاع عن حقوق الانسان, قال الرئيس الروسي إنه لا يريد الدخول في تفاصيل مشيرا إلي أن الدفاع عن حقوق الانسان يطرح بعض المخاطر لهؤلاء الذين يتابعونه واذا كان هذا النشاط يتم تحت اشراف الولاياتالمتحدة فسيكون نشاطا مريحا, وفور انتقاد شخص ما للولايات المتحدة, يصبح الوضع اكثر تعقيدا. وبعد الإعلان عن طلب سنودين اللجوء المؤقت الي روسيا أمس الأول, جددت واشنطن دعوتها لموسكو لإعادة سنودين الي الولاياتالمتحدة حيث يواجه اتهامات بالتجسس بسبب ما كشفه عن عمليات تنصت الكترونية امريكية في الخارج. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: موقفنا انه ينبغي طرد سنودين واعادته الي الولاياتالمتحدة, ويجب عدم السماح له بمزيد من السفر الي الخارج الا للعودة الي الولاياتالمتحدة. ولم يفصح كارني عما إذا كان طلب اللجوء قد تمت مناقشته مع المسئولين الروس أم لا. وفي تطور آخر, تقدمت19 منظمة حقوقية أمريكية أمس الأول بشكوي قضائية ضد وكالة الامن القومي بسبب برنامجها لجمع بيانات الاتصالات الهاتفية الذي كشف تفاصيله ادوارد سنودين, متهمة الوكالة بانتهاك حقوقه الدستورية وحرية التعبير. ورفعت الشكوي منظمة الكترونيك فرونتير فاوندايشن( ايه اف اف) غير الحكومية التي تعتبر من ابرز المنظمات المدافعة عن حقوق مستخدمي الانترنت, وذلك باسم منظمات وجمعيات مختلفة بما في ذلك كنيسة معمدانية في لوس انجلوس ومنظمة للدفاع عن حقوق مالكي الاسلحة ومنظمة جرينبيس ومنظمة هيومن رايتس ووتش.وقالت المنظمات في شكواهم إن عملية الجمع الممنهجة لبيانات كل الاتصالات التي تتم عبر الولاياتالمتحدة تتيح للحكومة الفيدرالية مراقبة انشطة هذه الجمعيات والمنظمات وتحديد هويات المنتسبين اليها. وتأتي هذه الدعوي ضمن سلسلة شكاوي رفعتها منظمة ايه اف اف وجمعية الدفاع عن الحريات المدنية ايه سي ال يو, وهي دعاوي قضائية تزيد من الضغوط التي تتعرض لها ادارة الرئيس باراك اوباما للكشف عن برامج التجسس والتنصت التي كشفها سنودن.