أجابت دار الإفتاء المصرية علي تلك الفتوي: صوم شهر رمضان من أركان الإسلام. قال الله تعالي: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر البقرة184,183, وقال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه( بني الإسلام علي خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج) ولا خلاف بين المسلمين في فرض صوم شهر رمضان ووجوب الصوم علي المسلم البالغ العاقل المطيق للصوم. وقد وردت الأخبار والأحاديث الصحاح والحسان في فضل الصوم بأنه عظيم وثوابه كبير من هذا ما ثبت في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال مخبرا عن ربه( يقول الله تعالي كل عمل ابن آدم إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) وقد فضل الصوم علي باقي العبادات بأمرين أولهما أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتنا ما لا يمنع منه سائر العبادات والأمر الآخر أن الصوم سر بين الإنسان المسلم وربه لا يطلع عليه سواه, فلذلك صار مختصا به أما غيره من العبادات فظاهر, ربما يداخله الرياء والتصنع. والعبادات في الإسلام مقصود منها تهذيب المسلم وإصلاح شأنه في الدين والدنيا. ومع أوامر الله تعالي ونواهيه جاءت رحمته بعباده إذا طرأ علي المسلم ما يعوقه عن تنفيذ عبادة من العبادات أو اضطر لمقارفة محرم من المحرمات فأباح ما حرم عند الضرورة قال تعالي: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه البقرة173, وفي عبادة صوم رمضان بعد أن أمر بصومه بقوله تعالي: فمن شهد منكم الشهر فليصمه البقرة185, أتبع هذا بالترخيص بالفطر لأصحاب الأعذار. فقال جل شأنه: ومن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر البقرة185, كما رخص للمتضرر من استعمال الماء في الطهارة للصلاة بالتيمم بالتراب- وللمريض في صوم شهر رمضان حالتان- الأولي أنه يحرم عليه الصوم ويجب عليه الفطر إذا كان لا يطيق الصوم بحال أو غلب علي ظنه الهلاك أو الضرر الشديد بسبب الصوم. والحالة الأخري أنه يستطيع الصوم لكن بضرر ومشقة شديدة, فإنه يجوز للمريض في هذه الحالة الفطر وهو مخير في هذا وفقا لأقوال فقهاء الحنفية والشافعية والمالكية.