وللتواصل مع ماذا يحبه الله وماذا يبغض؟ في العبادات الله سبحانه وتعالي جعل قيام ثلث الليل من أحب الصلاة إليه والرسول عليه السلام يقول: أحب الصلاة إلي الله صلاة داود عليه السلام كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه صلاة داود: كان داود عليه السلام ينام أول الليل ثم يقوم في الوقت الذي ينادي الله فيه: هل من سائل فأعطيه سؤاله ثم يستدرك بالنوم مما يستريح به من نصب القيام في بقية الليل, وهذا هو النوم عند السحر, وإنما صارت هذه الطريقة أحب من أجل الأخذ بالرفق للنفس التي يخشي منها السآمة وقد قال صلي الله عليه وسلم: فوالله لايمل الله حتي تملوا والله يحب أن يديم فضله ويوالي إحسانه, وإنما كان ذلك أرفق لأن النوم بعد القيام يريح البدن ويذهب ضرر السهر وذبول الجسم, بخلاف السهر إلي الصباح وفيه من المصلحة أيضا استقبال صلاة الصبح وأذكار النهار بنشاط وإقبال وأنه أقرب إلي عدم الرياء لأن من قام السدس الأخير أصبح ظاهر اللون سليم القوي فهو أقرب إلي أن يخفي عمله الماضي علي من يراه. وفي الصيام نقول: إن أحب الصيام إلي الله صيام يوم بعد يوم والرسول يقول: أحب الصيام الي صيام داود, كان يصوم يوما ويفطر يوما فما معني صيام داود؟ عن عبدالله بن عمرو قال أخبر رسول الله عليه السلام أني أقول: والله لأصومن من النهار ولأقومن الليل ماعشت, فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي قال فإنك لاتستطيع ذلك فصم وأفطر, وقم ونم, وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال: فصم يوما وأفطر يومين قلت: إني أطيق أفضل من ذلك قال: فصم يوما وأفطر يوما, فذلك صيام داود عليه السلام وهو أفضل الصيام, فقلت آني أطيق أفضل من ذلك فقال النبي عليه السلام: لاأفضل من ذلك. قال ابن خزيمة: الدليل علي أن صيام داود إنما كان أعدل الصيام وأحبه إلي الله لأن فاعله يؤدي حق نفسه وأهله وزائره أيام فطره بخلاف من يتابع الصوم.