من أحب الأديان الي الله سبحانه الحنيفية السمحة, والرسول عليه السلام يقول: أحب الأديان الي الله تعالي الحنيفية السمحة وأحب الأديان معناه خصال الدين, لأن خصال الدين كلها محبوبة, لكن ما كان منها سمح أي سماحة فهو أحب الي الله, والمراد بالأديان الشرائع الماضية قبل أن تبدل وتنسخ. الحنيفية هي ملة ابراهيم, والحنيف في اللغة من كان علي ملة ابراهيم وسمي ابراهيم حنيفا لميله عن الباطل الي الحق لأن أصل الحنف الميل قال تعالي: ما كان إبراهيم يهوديا ولانصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين فقد أدعي كل فريق من اليهود والنصاري أن ابراهيم كان علي دينه فكذبهم الله تعالي بأن اليهودية والنصرانية إنما كانت من بعده, ونزهه الله تعالي من دعاويهم الكاذبة, وبين أنه كان علي الحنيفية الاسلامية, ولم يكن مشركا والحنيف: هو المائل من الشرك قصدا, أي تاركا له عن بصيرة ومقبل علي الحق بكليته لايصده عنها صاد, ولايرده عنه راد, وهو الذي يوحد ويحج ويضحي ويستقبل القبلة وقال أبو قلابة: الحنيف الذي يؤمن بالرسل كلهم من أولهم الي آخرهم, وقال قتادة الحنيفية شهادة أن لا اله إلا الله يدخل فيها تحريم الامهات والبنات والخالات والعمات وما حرم الله عز وجل, والمسلمة: المتذلل لامر الله تعالي المنطاع له. وما معني السمحة؟ هي السهلة أي أنها مبنية علي السهولة لقول الله تبارك وتعالي: وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم: فدين الاسلام ذو يسر بالنسبة الي الأديان قبله, لأن الله رفع عن هذه الامة الامر الذي كان علي من قبلهم, ومن أوضح الامثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم وتوبة هذه الامة تكون بالإقلاع والعزم والندم قال رسول لله صلي الله عليه وسلم: ان الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية. وهذه دعوة صريحة وبيان عاجل وتحذير صريح الي دعاة التشدد والغلو والتأكيد علي أن من أهم ما يميز الدين الاسلامي هو اليسر والاعتدال والتسامح وقبول الآخر وكل هذه عوامل أدت الي انتشار الإسلام بالدعوة الي الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومن يفعل غير ذلك لايخدم الاسلام.