أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإفطار المعتبر في حق المسافرين بالطائرة إنما هو برؤيتهم غروب الشمس بالنسبة إليهم وفي النقطة التي هم فيها أثناء الرحلة, ولا يفطرون بتوقيت البلد التي يحلقون عليها, ولا التي سافروا منها, ولا التي يتجهون إليها, بل عند رؤيتهم غروب الشمس بكامل قرصها. وأوضحت الفتوي أنه إن طالت مدة الصيام طولا يشق مثله علي مستطيع الصوم في الحالة المعتادة, فلهم حينئذ أن يفطروا للمشقة الزائدة المركبة في السفر وليس لانتهاء اليوم, وعليهم أن يقضوا الأيام التي أفطروها. وأكدت الفتوي أن ما يقوله بعض قواد الطائرات من الإفطار علي ميقات البلد الأصلي أو البلد الحالي غير صحيح شرعا, مشيرة إلي أن هناك حالة تغيب فيها الشمس ثم تخرج مرة أخري من جهة المغرب لسرعة الطائرة, وهنا يفطر الصائم عند غيابها الأول ولا يلتفت لردها وعودتها. وما حكم صيام المسافر سواء لمسافات قصيرة أو بعيدة في نهار رمضان ؟ يجيب الدكتور محمد الشحات الجندي, أستاذ الشريعة الإسلامية, وعضو مجمع البحوث الإسلامية, قائلا: يحتاج الشخص للسفر في أي وقت لقضاء حاجة أو تحقيق مصلحة في أيام رمضان, والصائم لا يجوز له أن يمتنع عن السفر للقيام بالمصلحة أو قضاء الحاجة بحجة الصيام, فما كان الصيام معطلا لناموس الحياة في القيام علي المصالح, ومتطلبات المعايش والسفر بالشروط التي ينبغي توافرها في المسافر شرعا يعد من الأعذار الشرعية المبيحة للفطر في رمضان, علي أن يقضي بدلا من هذه الأيام ما فاته منها بعد شهر رمضان, علي الا يؤخر صيام القضاء فور أن يتيسر ذلك له. ويشترط في السفر الذي يرخص للمسافر الفطر في رمضان أن يكون السفر في طاعة أو لأمر مطلوب مشروع, فالسفر لمعصية لا يرخص للمسافر فيه الفطر بل إن صاحبه عليه الوزر والذنب, كما يشترط في السفر أن يكون لمسافة محددة, قدرها الفقهاء بثمانية وأربعين ميلا, وهي مسيرة يومين في الزمن الأول حيث لم توجد وسيلة سفر سريعة ومريحة, كما تطورت إليه الأوضاع في الوقت الراهن, وهذه المسافة تساوي الآن حوالي ثلاثة وثمانين كيلو مترا. ومما يجب التنبيه إليه أن رخصة الفطر مع القضاء قائمة حتي للمسافر بوسيلة مريحه في العصر الحديث, لأن العلة في الافطار هي السفر وليس المشقة. والدليل علي ذلك قوله تعالي: ومن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر البقرة:184.