رمضان هو شهر الخير والكرم.. ولكن هذا لا يعني الإسراف في الشراء وإهدار ميزانية الأسرة في إعداد كميات كبيرة وأصناف كثرة يكون مصيرها غالبا سلة المهملات, وهو مايتنافي مع هذا الشهر الكريم, وهذا لايعني حرمان أنفسنا ولكن يحتم مراعاة الضروريات عند الشراء والاستفادة مما يتبقي. فاطمة محمد- مدرسة- تقول: أجهز الطعام يوميا في رمضان لأن زوجي يفضل الطعام الطازج, ودائما يكون هناك فائض ولا أعرف كيف أستغله, وأضطر إلي إلقائه في القمامة.. هذا ما تعاني منه أيضاسمر أحمد- محاسبة- لأن زوجها يطلب أصنافا كثيرة من الأطعمة والحلويات, وبالطبع الفائض ألقيه في سلة المهملات رغم شعورها بالذنب لا تعرف كيف تتصرف فيه. أميمة عبد العزيز ربه منزل تقول عندي ولائم بشكل شبه مستمر لذلك أحرص علي إعداد العديد من الأصناف وبالطبع دائما لدي فائض من الطعام. يقول د. رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصاديه وأستاذ الاقتصاد بجامعه القاهره أن الاستهلاك في رمضان يتزايد, وأن فاتورة العام الماضي بلغت حوالي46 مليار جنيه علي المواد الغذائية وأن الأسر المصرية توجه من60% إلي70% من دخلها للطعام, لأن الكثيرون يرون أنه متعتهم الوحيدة, فضلا علي أنه في هذا الشهر تكثر العزومات التي يقدم فيها الكثير من الطعام لأنه دلالة علي الكرم الشديد الذي يكون مكانه في النهاية صندوق القمامة, كذلك الذي يزيد من فاتورة الاستهلاك في رمضان وهي ظاهرة صحية الاهتمام بتقديم شنط رمضان للفقراء. وينصح د.رشاد بالأخذ بحكمة رمضان بأنه شهر عبادة وزيادة العطاء للفقراء وليس شهر الإسراف في تناول الطعام لذلك يجب الاقتصاد علي مائدة الإفطار. ويري د.حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد والرئيس السابق لأكاديميه السادات أنه يجب تخفيض الكميات المستهلكة من الأرز والسكر وخاصة في الولائم والعزومات للحد من زيادة الطلب علي السلع والتي تزيد سنويا بسبب الزيادة في عدد السكان بالإضافة وزيادة الطلب نتيجة استهلاك المواد الغذائية في شهر رمضان والأعياد, لذلك لابد من وضع خطة لتقليل الإنفاق نظرا للظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد. وتشرح د.راويه رزق أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي كيفية الاستفادة من بواقي الأطعمة في إعداد وجبات مبتكرة, فعلي سبيل المثال يمكن الاستفادة من بواقي الأرز المطهي عن طريق تجهيز مقدار من الصلصة البيضاء ووضع الأرز في طاجن فرن وتغطيته بالصلصة مع رش السطح بالجبن الرومي المبشور ويتم إدخاله الفرن, أما بواقي الدجاج فيمكن خليها من العظام ثم فرمها وخلطها مع البطاطس المهروسة وتشكل في صورة أصابع وتغمس في البيض والبقسماط وتقلي في الزيت وتقدم مع مكرونة أو أرز وسلطة خضراء وتكون بذلك وجبة غذائية متكاملة. كذلك يمكن الاستفادة من بواقي اللحوم المطهية بفرمها ويضاف إليها البقدونس المفري ومقدار من الصلصة البيضاء الثقيلة وقليل من الملح والفلفل ثم تشكل في صورة كرات من الكفتة وتغمس في البيض والبقسماط ثم يتم قليها في الزيت. وبالنسبه لبواقي الأسماك يمكن وضعها في طاجن فرن مضافا إليها بعض الخضراوات كالجزر والكوسة والبطاطس. ويمكن الاستفادة من الخضار المطهو المتبقي بحفظه في علب الثلاجة, وعند تناوله يمكن تقديمه في يوم آخر مع أطباق الشوربة أو السلاطة, مع مراعاة إخراج الكميات المناسبة من الفريزر التي تكفيها وأفراد أسرتها حتي لا تضطر إلي إعادته مرة أخري لحالة التجميد. ويجب حفظ الخبز في فريزر الثلاجة والأخذ منه حسب الحاجة والحرص علي الاستفادة من أية بواقي منه, أما بواقي الفاكهة فيمكن الاستفادة منها بعمل طبق سلاطة الفاكهة أو عمل مشروبات وعصائر, والاحتفاظ بالشربات( القطر) الفائض من عمل الحلويات في الثلاجة و استخدامه في مرة مقبلة, وعند التسوق ينبغي عدم شراء كميات كبيرة تفوق احتياجات الأسرة حتي لاتفسد إذا لم يتم استخدامها, واختيار الأصناف الجيدة في حدود الميزانية.