عاد ضوء النهار بعد ليل متواصل قرابة عام كامل, عادت مصر الرائعة التي لاتقبل الهزيمة أو الانكسار, رجعت علي يد دعاة سلميين لايملكون غير حناجرهم وهتافاتهم, ونداءاتهم, وضحكاتهم وعبقريتهم, التي لاتحاكيها اخري بين الشعوب. خرج المصريون جميعا وبعضهم بأطفالهم الرضع للمظاهرات, مما ادهش الصحفيين الاجانب الذين لم يعرفوا تفسيرا لذلك ولن يعرفوا, فتلك بعض من اسرار العبقرية التي ورثوها عن اجدادهم الفراعنة. وذلك الشعب الذي تسيطر الأمية فيه علي مايقرب من نصفه, استطاع ان يقرأ كذب وافتراءات رئيس اراد ان يمتص رحيق الزهرة الاثيرة مصر العزيزة والتي لم ير فيها هو وجماعته, سوي ولاية من ولايات الخلافة التي يتوهمونها بينما الشعب لايجد حتي رغيف الخبز. خرج الشعب المصري له كما لم يخرج لمبارك فلقد استطاع هذا الرجل ان يكفر الشعب كله في ظرف عام واحد فقط, لقد ذهب مرسي ومعه اسطورة الاخوان المسلمين علي المستويين المحلي والدولي, رحم الله الزعيم جمال عبدالناصر الذي كشف عن غطائهم منذ نيف وستين عاما, ليثبت ناصر انه كان بعيد النظر. اما الفريق السيسي, فقد قاد المعركة علي عدة جبهات في الداخل الاخوان ومريدهم وفي الخارج الضغوط الدولية التي كان يمكن ان تمارس علينا لولا عقلية ضابط المخابرات الوطني الذي وعد ووفي. ان ذلك يجب ألا ينسينا ان نرد الفضل لأهله, هؤلاء الشباب الذين حينما تلهي الكثير من الشيوخ بالصراعات السياسية التي لاتنتج طحنا, قدمت عبقريتهم للشعب حلا بسيطا واسطوريا, وقعوا علي استمارة تمرد اكدوا رغبتهم في انتخابات رئاسية مبكرة, تحلقت حولهم الملايين, وكونوا ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ البشرية, لايملكون إلا قلما وقطعة صغيرة من الورق وعقلا يسع الدنيا كلها, فتلقي جيشهم الوطني رسالتهم واستجاب لمطلبهم وكان ما كان. لمزيد من مقالات شيرين المنيري