في الوقت الذي تتكدس فيه الأسمدة الزراعية بكميات كبيرة داخل المحال التجارية تخلو مخازن الجمعيات الزراعية بالبحيرة من الأسمدة, يعاني المزارعون من الارتفاع الجنوني لأسعار الأسمدة, حيث قفز سعر شكارة اليوريا إلي175 جنيها. عن المشكلة يوضح وليد علي عليش(28 سنة مزارع) أن الأسمدة بالنسبة للمزارع والأرض تماما مثل الدواء للمريض, يجب أن يتحصل عليه حتي ولو كان غالي الثمن, لأن عدم تسميد الحقل يعني ضعف المحصول وتراجع انتاجيته وهو ما يؤدي في النهاية إلي خراب بيت الفلاح البسيط الذي يؤجر فدانا من الأرض, ويجد ويجتهد في زراعته تحت أشعة الشمس المحرقة علي أمل أن يرزقه الله بمحصول وفير يدر عليه عائدا بعد بيعه, ويؤكد أن السعر الجنوني الذي قفزت إليه الأسمدة دفع معظم المزارعيين إلي الاقتراض والاستدانة من الغير, وأصبح هما يؤرق الفلاحين خشية عجزهم عن السداد وقيام بنك التنمية برفع دعاوي قضائية ضدهم, ويشير الشحات غضابي57 سنة مزارع بمركز أبوالمطامير إلي الارتفاع الجنوني لأسعار الأسمدة الأزوتية وعدم توافرها في السوق, حيث بلغ سعر شكارة اليوريا175 جنيها, موضحا أن الجمعيات الزراعية بالقري لم يصلها سوي شيكارة واحدة لكل فدان عن الموسم الصيفي الذي أوشك علي الانتهاء. ويوضح أن فدان الذرة يحتاج من120 إلي160 وحدة أزوت خلال الموسم, بينما تحتوي شكارة اليوريا علي23 وحدة أزوت, وهو ما يدفع الفلاحين إلي الشراء من السوق السوداء لاستكمال تسميد المحصول, ويشير إلي المفارقة الكبيرة بين خلو مخازن جمعيات زاوية صقر, والغيتة, وزاوية شركة, وكوم الفرج, والنجيلي, والنمرية, وجناكليس, ومنشية ثروت, وباقي الجمعيات في زمام أبوالمطامير, من الأسمدة, وتوافرها بكثرة في السوق السوداء. ويطالب بتدخل الحكومة والزام الشركات بتوصيل الحصص إلي الجمعيات الزراعية طبقا للبرامج الموضوعة سلف, أما الحاج أحمد علي رئيس الجمعية المركزية بالبحيرة فيشير إلي العجز الشديد في حصة الأسمدة بالمحافظة والذي تتجاوز نسبته30%. ويؤكد قيام الجمعيات الزراعية بتوريد كامل أثمان حصتها من الأسمدة إلي الشركات, لكنها للاسف الشديد لاتتسلم حصتها منها نتيجة تعطل عمليات شحن الأسمدة من الشركات إلي الجمعيات بسبب نقص السولار. ويقول عند مطالبتنا للشركة بحصتنا.. يكون الرد من الشركة هات عربيات وخد حصتك, موضحا انه بموجب التعاقد بين وزارة الزراعة والشركات تلتزم الاخيرة بتوصيل وشحن الاسمدة إلي مخازن الجمعيات ومع نقص السولار تتوقف السيارات عن أعمال شحن الاسمدة, ناهيك عن شكوي الشركات من عدم توافر الغاز اللازم لتشغيلها, ويكشف عن ان اجمالي حيازة اراضي الائتمان في المحافظة يبلغ270 ألف فدان يضاف اليها عشرات الآلاف من أراضي الاستصلاح الزراعي جميعها تحتاج إلي الاسمدة مما يتطلب تدخلا فوريا من وزير الزراعة لحل المشكلة. ويكشف محمد عبد العزيز بلبع المزارع بمركز دمنهور, عن ان الفارق الكبير بين سعر شكارة اليوريا في السوق السوداء والسعر المدعم الذي يبلغ70 جنيها فقط دفع بعض اصحاب الحيازات الكبيرة إلي التقدم بطلبات إلي الجمعيات الزراعية للحصول علي حصتهم من الأسمدة بدلا من تسليمها للمؤجرين واعادة بيعها مرة أخري إلي السوق السوداء, وتحقيق مكسب الضعف مما يزيد من وطأة المشكلة, اما زكريا عفيفي وكيل وزارة الزراعة فيشير إلي تراجع انتاج بعض شركات الأسمدة بسبب عدم توافر وقود الغاز اللازم لتشغيلها, إلي جانب صعوبات الشحن بسبب نقص السولار, ويوضح انه رغم الازمة فان البحيرة افضل حالا عن غيرها من المحافظات بسبب قربها من مصنع ابوقير لانتاج الاسمدة. ويشير إلي أن المحافظة كانت تتسلم يوميا في حدود1500 طن في الماضي لايصلها الآن سوي500 طن فقط.