حوار: ممدوح فهمي من الوهلة الأولي للحديث مع بطلة مصر والعرب في السباحة فريدة عثمان.. تشعر بأنك أمام نجمة ترتدي ثوب الطفولة.. فالكلمات تخرج منها تسبقها ضحكة عفوية وبراءة تلمسها في ردها علي أي تساؤل.. فلا تلمس منها الإحساس بالغرور أو أنها قد حققت انجازا استثنائيا في الدورات العربية بحصدها سبع ميداليات من عيار الذهب الخالص.. حيث أنها لا تعترف سوي بهذا المعدن في منافساتها.. وكانت الأجدر بالحصول علي نجمة دورة الالعاب العربية الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة.. الا ان ظهور السباح التونسي الأوليمبي أسامة الملولي سحب البساط من تحت قدميها واختلس منها جزءا كبيرا من الأضواء.. ولكن دون ان يحجبها تماما عن صورتها. الحديث مع فراشة السباحة المصرية وأملها في الاوليمبياد سار بين مد وجزر.. فقد حاولت من جانبها التمسك بقدر كبير من الدبلوماسية في إجابتها حتي لا تبدأ الاتهامات المعلبة نحوها بالغرور والتعالي.. ولكنها في الكثير من الأحيان اضطرت إلي إخراج ما بداخلها من شعور بالظلم فيما يتعلق بالمقارنة بين نجوم اللعبات الفردية ونظرائهم في كرة القدم.. وكانت كلماتها واضحة وصرخة ماذا فعل نجوم الكرة هذا العام.. وبالطبع كان هناك كلام آخر بين السطور كما سنتابع في الحوار التالي. في البداية هل كنت تتوقعين هذا العدد من الميداليات الذهبية في الدورة العربية ؟ بصراحة لم أتوقع ذلك علي الإطلاق.. فقد كان تركيزي منصبا علي ميداليتين أو ثلاث علي الأكثر.. ولكن الحمد الله المجهود الذي بذلته كان تتويجه هذا العدد من الميداليات. هل تفسير ذلك أن المنافسة في الدورة لم تكن قوية أو بمعني أخر كان هناك تفاوت في المستوي بينك وبين باقي السباحات؟ بالعكس المنافسة كانت متكافئة وقوية في الكثير من السباقات لأن جميع الدول حرصت علي المشاركة بأفضل ما لديها.. وان كان سباق50 متر ظهر كان الأصعب بالنسبة لي. بالتأكيد طويت صفحة الدورة العربية.. وبدأت التفكير في اوليمبياد لندن.. كيف تنظرين لفرصك في الحصول علي ميدالية فيها؟ المسألة صعبة وليس كما يتصور البعض.. فالمنافسة في البطولات العالمية والدورات الاوليمبية مختلفة جملة وتفصيلا عن غيرها.. وان كان طموحي ينحصر في الصعود علي الاكثر للتصفية النهائية بين أفضل ثماني سباحات. واضافت بطلة العرب وعلامات التحدي تبدو في نبرات صوتها ما يدور في ذهني اوليمبياد2016.. فانا بالفعل اسعي الي انتزاع ميدالية فيها ولكن بشرط توافر عوامل كثيرة في مقدمتها الإعداد الجيد والاهتمام من المسئولين. البعض ردد نغمة ان فوزنا بالدورة يجب ألا يغفل تراجعنا عن المرات السابقة في الدورات العربية ؟ هذا كلام غير حقيقي.. فقد فزنا باللقب وحصلنا علي المركز الأول فما هو المطلوب غير ذلك. بمناسبة اهتمام المسئولين.. كيف سيسر برنامج إعدادك لدورة لندن؟ هناك برنامج مشروع البطل المتميز الذي يتضمن خطوات جادة لإعداد المشاركين في الدورة الاوليمبية.. بالإضافة إلي أن اتحاد السباحة برئاسة المهندس ياسر إدريس حريص علي توفير كافة الإمكانيات والظروف حتي يكون للمشاركين في الدورة الاوليمبية بصمة واضحة. من وجهة نظرك.. هل شهدت الرياضة المصرية بصفة عامة تغييرا بعد ثورة25 يناير؟ بصراحة حتي الآن لم نلمس شيئا.. فلا يزال الاهتمام قائما فقط بنجوم الكرة وأنا أتساءل ماذا فعل نجوم الكرة هذا العام.. ونحن فقط نطالب بنفس الاهتمام حتي يكون هناك دفعة وحافز لمزيد من الانجاز. وماذا عن تكريم المجلس القومي للرياضة للمتفوقين في الدورة العربية ؟ في الحقيقة شيء جميل خصوصا أنها المرة الأولي التي نحصل فيها علي فلوس.. وهي بالتأكيد مسألة هامة وترفع الروح المعنوية لأي لاعب. كلام كثير يتردد عن الفارق بين سباحينا ونظرائهم في تونسوجنوب إفريقيا.. كيف تفسرين هذا التفاوت؟ بالطبع هناك عوامل كثيرة وراء ذلك في مقدمتها هناك طاقم متكامل مع السباحين.. في حين أننا لا نملك سوي المدرب فقط فهو المسئول عن كل شيء.. بالإضافة إلي هناك برنامج جاهز ومعد قبل كل بطولة حتي ينافس لاعبيهم علي المراكز الأولي دائما. علي المستوي العالمي.. من هي المثل الاعلي لفريدة عثمان؟ السباحة الأمريكية بطلة اوليمبياد2004 و2008.. وعلي المستوي الإفريقي فإن بطلة جنوب أفريقيا فانيسا مور تمثل أكبر منافس لي.