أكدت جولتان كيشاناك رئيسة حزب السلام والديمقراطية الكردي في حوار خاص مع الأهرام علي هامش المؤتمر الأول لنساء الشرق الأوسط أنها ضد العنف الذي استخدمته السلطات التركية لفض مظاهرات اسطنبول السلمية, وأن المرأة في كردستان تعاني قسوة وظلما, وتطرقت إلي القضية الكردية بأكملها ومطالبهم من الحكومة التركية, ونتائج مفاوضات السلام مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.. وإلي نص الحوار. هل شارك الأكراد في مظاهرات أسطنبول؟ نعم شارك الأكراد وحزب السلام والديمقراطية في المظاهرات احتجاجا علي بناء المجمع التجاري, فنحن ضد قطع الأشجار وهدم الحديقة لبناء مبني للتسوق. هل يتساوي الأكراد والأتراك في التعليم والعمل والخدمات الصحية؟ بالطبع لا يتساوي الكردي بالتركي في أي مجال من مجالات الحياة, فالتعليم والخدمات الصحية أقل وأسوأ بكثير جدا, كما أننا نعاني الاضطهاد في جميع الوظائف إلا إذا أخفي الشخص حقيقة أنه كردي فيحصل علي فرصة عمل أفضل, كما أنه توجد مهن لا يدخلها الأكراد إلا بنسبة صغيرة جدا تستخدم كديكور حتي لا يقال إننا مضطهدون علي يد الأتراك, وهي مهنة الشرطة والقضاء. ما الذي يريده حزبك من العرب في قضية السلام؟ تفهم قضية الأكراد والوقوف بجانب الشعب الكردي في مفاوضاته مع تركيا من أجل الإفراج عن القائد الكردي عبدالله أوجلان, فالدولة لا تهتم بإكمال المفاوضات وإعطائنا حقوقنا والإفراج عن المعتقلين, وما تهتم به فقط هو وقف إطلاق النيران, فعلي مدار30 سنة كانت هناك صراعات بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني, نتج عنه وفاة50 ألف شخص, وإبادة4000 قرية, وتهجير الأكراد من قراهم, وحتي الآن يوجد17 ألف شخص مفقود وهم في الغالب اعتقلوا وتم قتلهم بواسطة السلطات التركية, وقد توقف هذا الصراع المسلح منذ5 أشهر فقط, ولكن حتي هذه اللحظة لم تغير الحكومة الدستور أو تعطي أي حقوق للأكراد, ولذلك فأنا أتوقع بدء الصراعات مرة أخري. هل يريد الأكراد تكوين دولة مستقلة؟ مطالبنا ليست كبيرة أو مستحيلة, فنحن نريد أولا الاعتراف بوجود الشعب الكردي في الدستور, ثانيا استخدام اللغة الكردية في كل مكان بحرية ودون خوف, ثالثا المساواة في الحقوق مع الشعب التركي, ولا نريد علي الإطلاق تكوين دولة مستقلة فنحن نسعي للاعتراف بهويتنا وعدم طمسها في الدستور التركي. ما هو الفرق بين حزبك وباقي الأحزاب التركية التي تتبني هدف الدفاع عن قضيتكم؟ يتفق حزب العمال الكردستاني وحزب السلام والديمقراطية في مهمة تحرير الأكراد, ولكن حزب العمال منظمة مسلحة, يوجد بها مقاتلون, وصراعهم مع العساكر وليس المدنيين وهو حزب غير معترف به رسميا, ففي تركيا يوجد أربعة أحزاب بالبرلمان التركي, وهم: حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان, الحزب الجمهوري, الحزب القومي التركي, وحزب السلام والديمقراطية, وبالرغم من أن حزب السلام والديمقراطية الكردي, حزب مدني وقانوني إلا أننا نتعرض للاعتقال, فيوجد5 نواب من الحزب بالسجن نائبان و3 نائبات, بالإضافة إلي34 من رؤساء البلديات لمنعهم من ممارسة العمل السياسي. أين وصلت مفاوضات السلام مع أردوغان؟ توجد بعض النتائج الإيجابية لهذه المفاوضات منها عقد هذا المؤتمر الأول لنساء الشرق الأوسط, وأيضا قليل من الحرية في عمل المظاهرات التي تمنعها السلطات التركية. هل تعتقدين أن أردوغان سيستمر في مفاوضات السلام رغم المعارضة الشديدة التي يواجهها؟ المعارضون لمفاوضات السلام هما الحزب الجمهوري والحزب القومي التركي, لأنهم ينكرون وجود الأكراد ويريدون استمرار سياسة الدولة في اضطهادهم, فيما عدا ذلك80% من الشعب التركي مؤيد لهذه المفاوضات ويتمني نجاحها. بعد كل هذه المشكلات.. هل أنت متفائلة؟ أحب أن أكون متفائلة, خاصة بعد حدوث ثورات الربيع العربي والتغيير الذي يحدث في الشرق الأوسط بأكمله أتمني أن ينعكس علي الأكراد أيضا وينالون حريتهم. نظم حزب السلام والديمقراطية المؤتمر الأول في تاريخ نساء الشرق الأوسط بمدينة ديار بكر.. ما الأهداف المرجوة منه؟ نريد تجميع النساء من جميع أنحاء الشرق الأوسط, لمشاركة التجارب ومناقشة القضايا المشتركة التي تعانيها المرأة, فيجب إثبات مكانة وأهمية المرأة خاصة في هذه المرحلة التاريخية التي يتغير فيها الشرق الأوسط بأكمله وتسقط جميع الأنظمة الديكتاتورية, وأيضا تسليط الضوء علي القضية الكردية ومعاناة الأكراد من الاضطهاد وعدم مساواتهم بالشعب التركي. كيف ترين وضع المرأة في الشرق الأوسط بصفة عامة, وإقليم كردستان خاصة؟ أري أن مشكلات وقضايا المرأة تتشابه في جميع أنحاء الشرق الأوسط, فهي حتي هذه اللحظة لم تحصل علي حقوقها كاملة ولا يتم مساواتها بالذكور, وتتعرض لأشكال كثيرة من العنف البدني والنفسي والاقتصادي والثقافي, أما بالنسبة لإقليم كردستان فهذا المسمي لاتعترف به تركيا, فهو مسمي بين الأكراد فقط, ويقسم إقليم كردستان إلي أربعة قطاعات منفصلة( تركيا, العراق, سوريا, إيران) يعانون جميعا من مشكلات مختلفة, ما بين عدم الاعتراف بالهوية الكردية, ففي الدستور التركي كل الساكنين في تركيا هم الأتراك فقط, واللغة الوحيدة المعترف بها هي اللغة التركية, ومن أشكال الإضطهاد الذي تتعرض له المرأة في كردستان تركيا أنها لو ذهبت إلي المستشفي للعلاج أو الولادة وتحدثت بالكردي لا يتم معالجتها من قبل الأطباء هناك لدرجة أن بعض النساء فقدن حياتهن في أثناء الولادة لأن الأطباء طردهن من المستشفي, ولذلك تضطر المرأة الكردية عند ذهابها للمستشفي لأخذ شخص يتكلم التركية كي تستطيع الدخول والعلاج هناك.